قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

دار الإفتاء: تبادل الحلوى في المولد النبوي سنة محمودة ومظهر من مظاهر المحبة

حلوى المولد
حلوى المولد

أكدت دار الإفتاء المصرية أن تبادل الحلوى بمناسبة المولد النبوي الشريف لا يُعد أمرًا ممنوعًا، بل هو من التصرفات المستحبة شرعًا، لما فيه من نشر المودة وتعميق روابط المحبة بين الناس، استنادًا لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "تهادوا تحابوا".

وأشارت الدار، من خلال صفحتها الرسمية على فيسبوك، إلى أن الشريعة لم تضع قيدًا زمنيًا يحظر أو يبيح هذا الفعل في وقت معين، بل العبرة بالمقصد، فإن اقترن إهداء الحلوى بمقاصد طيبة كإدخال السرور على الأهل وصلة الرحم، فإنه يكون حينها أكثر استحبابًا، ويُعد تعبيرًا عن الفرح بميلاد النبي الكريم، وهو ما يمنحه بعدًا روحيًا ومعنويًا عظيمًا.

وفي سياق متصل، شددت دار الإفتاء على أن إحياء ذكرى مولد سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أعظم القربات إلى الله، لما فيه من دلالة على حب النبي وإجلاله، وهو أحد ركائز الإيمان. واستشهدت بحديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي قال: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين"، وهو ما رواه البخاري ومسلم.

كما نقلت عن الإمام ابن رجب أن محبة النبي جزء لا يتجزأ من الإيمان، وهي متلازمة لمحبة الله عز وجل، بل إن الله سبحانه وتعالى حذر من تقديم أي محبة دنيوية على محبته ومحبة رسوله، سواء كانت متعلقة بالأهل أو المال أو الوطن.

حكم الاحتفال بالمولد النبوي 

من جانبه أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن إحياء ذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو تعبير صادق عن توقير الجناب النبوي الشريف، ودليل عملي على محبته التي تمثل ركنًا أساسيًّا من أركان الإيمان.

وأوضح المركز أن الاحتفال بهذه المناسبة لا يقتصر على مجرد المظاهر، بل يشمل صورًا من الطاعات والقربات، مثل التجمع للذكر، والإنشاد في مدح النبي، وتوزيع الطعام، والصيام، والقيام، وكلها أعمال تعبر عن الامتنان والفرح بقدوم خاتم الأنبياء إلى الحياة، فميلاده كان بداية لحياة جديدة للبشرية.

وأشار إلى أن القرآن الكريم أشار إلى بركة أيام الميلاد، كما ورد في قوله تعالى عن يحيى عليه السلام: "وسلام عليه يوم وُلد"، وهو ما يدل على خصوصية هذه الأيام وما تحمله من نعم عظيمة، مؤكدًا أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم هو أصل كل نعمة نعيشها في الدنيا والآخرة.

كما بيّن المركز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه أشار إلى فضل يوم مولده، فعندما سُئل عن سبب صيامه ليوم الاثنين، أجاب: "ذاك يوم وُلدت فيه"، وهو ما يُعد إقرارًا صريحًا بمشروعية إحياء هذا اليوم بما يُظهر محبته.

ونقل الأزهر عن الإمام السخاوي أن المسلمين على مر العصور اعتادوا الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، من خلال الولائم، والصدقات، وإظهار الفرح، وقراءة السيرة النبوية، لما في ذلك من خير عميم يعود على القلوب والمجتمعات.

وبناءً عليه، فإن مظاهر الاحتفال بالمولد النبوي مشروعة، وتندرج ضمن وسائل التعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو حب مطلوب شرعًا، بل واجب إيماني.