أجاب الدكتور غانم السعيد، عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة الأزهر، عن سؤال حول طبيعة العبارات التي يستخدمها المصريون في الأفراح والعزاءات، موضحًا أن لكل مناسبة ألفاظًا خاصة بها، نابعة من اللغة العربية الأصيلة، ولكن بطابع مصري شعبي بسيط وسهل.
وأضاف السعيد، خلال تصريح، أن أهل مصر في لحظات الحزن يختارون عبارات مثل "ربنا يجعلها آخر الأحزان" أو "شكر الله سعيك" أو "عوضك على الله"، وكلها في حقيقتها دعاء صادق وتعبير راقٍ يحمل قيمة إسلامية عميقة، حتى وإن جاءت بلهجة دارجة.
وأشار إلى أن هذه الكلمات تبدو للوهلة الأولى مألوفة وعادية، لكنها تحمل في طياتها معاني كبيرة؛ فقولهم "ربنا يجعلها آخر الأحزان" دعاء بعدم تكرار المصاب، و"شكر الله سعيك" تعبير عن امتنان عميق يرفع الأمر لله تعالى، بينما "عوضك على الله" يحمل تسليمًا صادقًا لحكمة الخالق في التعويض.
كما أوضح أن المصريين في مناسبات الأفراح يعبّرون عن مشاعرهم بعبارات مشابهة مثل "بالهناء والشفاء" أو "تدوم النعمة"، وهي تعبيرات مأخوذة من العربية الفصحى، لكن ألسنة الناس سهّلتها لتصير قريبة من القلوب وسهلة التداول.
ولفت السعيد إلى أن هذه التعابير الشعبية ليست بعيدة عن الفصحى، بل هي امتداد لها، إذ استطاع المصري أن يضع بصمته الخاصة، فيختصر عمق الدعاء في عبارة قصيرة تحمل معاني المواساة أو التهنئة بصدق ودفء إنساني.