كشفت مصادر سودانية أن قائد المتمردين محمد حمدان دقلو “حميدتي” رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي في الحكومة الموازية، إلى جانب رئيس الوزراء محمد حسن التعايشي، أدوا اليمين الدستورية الأسبوع الماضي في العاصمة الكينية نيروبي.
ذكرت المصادر أن هذه الخطوة جاءت بعد استهداف سلاح الطيران المسير التابع للجيش السوداني للمنصات المعدة لإقامة مراسم الاحتفال داخل السودان، مما أدى إلى إلغاء الخطط الأصلية لإجراء المراسم داخل البلاد.
وأضافت المصادر أن الفيديوهات التي تم بثها للمراسم واللقاء الأول للمجلس كانت مسجلة مسبقًا، نافية ما تردد عن إقامة المراسم في مدينة نيالا.
كما أشارت إلى وصول بعض أعضاء الحكومة الموازية إلى نيالا بعد أداء اليمين، بينما تغيب آخرون.
وتخطط الحكومة الموازية لجولة تشمل مدن زالنجي والجنينة والضعين، بهدف مخاطبة المسيرات الجماهيرية، رغم أن رئيس الوزراء لم يبدأ مهامه بعد من مقر الحكومة في نيالا.
رفض أممي
أدى قائد قوات الدعم السريع في السودان، محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي"، مساء السبت، اليمين الدستورية رئيساً للمجلس الرئاسي لحكومة موازية أعلن عن تشكيلها الشهر الماضي، في خطوة لاقت رفضاً أممياً.
وأفاد ما يُعرف بـ"تحالف السودان التأسيسي"، عبر منشور عبر منصة فيسبوك، أن حميدتي أدى اليمين رئيساً للمجلس الرئاسي لجمهورية السودان، بينما أدى رئيس الحركة الشعبية–شمال، عبد العزيز الحلو اليمين نائباً له، إلى جانب 13 عضواً آخرين، من بينهم الهادي إدريس والطاهر حجر، وهما عضوان سابقان في مجلس السيادة الانتقالي.
العاصمة الكينية نيروبي
كانت قوات الدعم السريع، إلى جانب قوى سياسية وحركات مسلحة سودانية، قد أعلنت في فبراير الماضي من العاصمة الكينية نيروبي، عن تأسيس "تحالف السودان التأسيسي"، ووقعت ميثاقاً سياسياً لتشكيل حكومة موازية للسلطات القائمة في السودان.
وإثر إعلان تشكيل تحالف "تأسيس" في اجتماعات نيروبي، استدعى السودان سفيره هناك كمال جبارة، احتجاجاً على استضافة كينيا اجتماعات ضمت قوى سياسية وقيادات من الدعم السريع، بهدف إقامة "حكومة موازية". بينما قالت كينيا، إن استضافتها لتلك الاجتماعات "تأتي في إطار سعيها لإيجاد حلول لوقف الحرب في السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي".
وفي 26 يوليو الماضي، أعلن التحالف تشكيل "حكومة تأسيس"، من مجلس رئاسي يضم 15 عضواً برئاسة حميدتي، وتسمية محمد حسن التعايشي رئيساً للوزراء.
كما سبقت ذلك خطوة في مطلع الشهر ذاته بتشكيل هيئة قيادية للتحالف برئاسة حميدتي ونائبه عبد العزيز الحلو.
جاءت هذه التطورات وسط رفض دولي متصاعد، إذ أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي في 13 أغسطس، عن "قلقهم البالغ إزاء تشكيل قوات الدعم السريع سلطة موازية في المناطق التي تسيطر عليها"، معتبرين أن هذه الخطوة تمثل "تهديداً مباشراً لوحدة السودان وسلامة أراضيه، وتنذر بتفاقم الصراع الداخلي وتدهور الوضع الإنساني المتردي أصلاً".
ومنذ أبريل 2023 يخوض الجيش السوداني و"الدعم السريع" حرباً خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدّر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفاً.