أكدت الدكتورة إيمان أبو قُورة، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أن الشريعة الإسلامية راعت أحوال المرضى وكبار السن، وشرعت لهم التيسير في أداء العبادات، ومن ذلك الصلاة التي لا تسقط عن المسلم ما دام عقله حاضرًا، لكنها تُؤدى على حسب قدرة المكلف.
وقالت الدكتورة إيمان أبو قورة، خلال تصريح، إن من تعذر عليه القيام للصلاة بسبب مرض كـ"الانزلاق الغضروفي" أو مشاكل الفقرات والظهر، فإنه يصلي جالسًا ولا حرج عليه، لأن القيام ركن من أركان الصلاة، يسقط عند العجز عنه.
وأوضحت أن من كان قادرًا على القيام لكنه لا يستطيع الركوع أو السجود، فإنه يبدأ صلاته قائمًا، ويقرأ الفاتحة وما تيسر من القرآن، ثم يُومئ برأسه إيماءً خفيفًا للركوع، ويكمل الركعة على هذا النحو، وإذا كان غير قادر على السجود، فإنه يجلس بعد القيام، ثم يُومئ للسجود برأسه وهو جالس، على أن يكون إيماؤه للسجود أخفض من إيمائه للركوع.
وأضافت أن ترتيب الهيئات مهم، فالمصلي القادر على القيام يبدأ الصلاة واقفًا، ثم يجلس إذا تعذر عليه السجود، مع مراعاة الفروق في الإيماء بين الركوع والسجود.
وفيما يتعلق بأصحاب الأوزان الثقيلة أو من يعانون من صعوبة شديدة في القيام من السجود، أو الانتقال بين هيئات الصلاة المختلفة، أوضحت الدكتورة إيمان أنه لا حرج عليهم في أداء الصلاة جالسين على كرسي أو غيره، إذا ترتب على الحركة ضرر أو مشقة شديدة.
وتابعت: "إذا كانت المشقة معتادة، كأن يستطيع الشخص القيام بمساعدة يدٍ أو سندٍ على كرسي، فله أن يفعل ذلك لتكون صلاته أقرب للهيئة الأصلية ما استطاع، لأن المشقة المعتادة لا تُسقط الأركان".
وأكدت أن الأصل في الشريعة رفع الحرج، والتيسير على أصحاب الأعذار، مشيرة إلى أن الكثير من كبار السن يتألمون لعدم قدرتهم على أداء الصلاة بصورة كاملة، ويحرصون على إتمامها كما أمر الله، ولهذا فإن توضيح الأحكام بشكل مبسط ومفصل يسهل عليهم العبادة ويعينهم على الطاعة دون مشقة أو تقصير.