قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أستاذ علوم سياسية: اعترافات دولية تعكس تحولا في دعم القضية الفلسطينية

غزة
غزة

في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم على صعيد القضايا السياسية والإنسانية، تعود القضية الفلسطينية لتتصدر المشهد الدولي من جديد، مدفوعة بجملة من الاعتبارات الراهنة والمتغيرات المهمة في المواقف الدولية. 

ومع تصاعد الدعم العالمي للحقوق الفلسطينية، واتساع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يبدو أن المجتمع الدولي يسير في اتجاه أكثر انفتاحا نحو العدالة والشرعية الدولية.

ومن جانبه، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن يشهد المشهد الدولي تحولا ملموسا في تعاطيه مع القضية الفلسطينية، مدفوعا بجملة من العوامل والتطورات الراهنة التي أضفت زخما كبيرا على هذا الملف، وهناك طابع خاص للدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يمكن وصفها بكونها "دورة دولة فلسطين"، في ظل تصاعد موجة الاعترافات الدولية بالدولة الفلسطينية، وازدياد التأييد العالمي للحقوق الفلسطينية المشروعة.

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن هناك خطوة ذات دلالة سياسية كبيرة، أعلنت فرنسا رسميا اعترافها بالدولة الفلسطينية، لتنضم إلى قائمة من الدول التي تقترب من اتخاذ الموقف ذاته، والتي يُقدر عددها بنحو عشر دول إضافية في المستقبل القريب. 

وأشار فهمي، إلى أن  الموقف الإيجابي الصادر عن بريطانيا يعكس هو الآخر تغيرا جوهريا في المواقف الغربية التقليدية، ما يدل على تحول مهم في البيئة الدولية باتجاه دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه، ويكشف عن مناخ دولي متنام يتيح فرصا حقيقية أمام الفلسطينيين لتثبيت وجودهم السياسي والقانوني على الساحة الدولية.

وتابع: "تبرز أهمية العمل العربي المنسق والفاعل داخل أروقة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف استثمار هذه اللحظة الفارقة، ليس فقط من أجل تثبيت الاعترافات بالدولة الفلسطينية، بل أيضا من أجل ربط هذه الاعترافات بالوقائع الجارية على الأرض، ولا سيما في قطاع غزة، حيث تتسارع الانتهاكات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق".

وأردف: "إسرائيل، التي تمضي في سياساتها العدوانية والممارسات الإجرامية، تفرض واقعا أمنيا أحاديا في غزة، وتحاول إعادة تشكيل الخارطة الميدانية بما يخدم مصالحها الاستيطانية والعسكرية، وتشير المعطيات الحالية إلى أن قوات الاحتلال باتت تسيطر على نحو 55% من مساحة مدينة غزة، في محاولة واضحة لتغيير الواقع الجغرافي والديموغرافي، الأمر الذي يجعل من الضروري ربط الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية بموقف حازم من هذه الانتهاكات المتواصلة".

واختتم: "اللحظة الراهنة ليست عادية، بل هي لحظة تاريخية فارقة، تستدعي من الدول العربية والمجتمع الدولي توحيد الصفوف وتكثيف الجهود، بما يعزز من الموقف الفلسطيني، ويحمي حقوق الشعب الفلسطيني من الغطرسة الإسرائيلية ومشاريعها التوسعية، فالتاريخ يكتب اليوم، والمطلوب هو مواقف شجاعة ومسؤولة تنسجم مع القيم الإنسانية ومبادئ القانون الدولي، لدعم الحق الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".

والجدير بالذكر، أن تأتي الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة لتشكل محطة محورية، يمكن وصفها بحق بأنها "دورة دولة فلسطين"، نظرا لما تشهده من تحولات لافتة في الخطاب والمواقف الدولية.