في مشهد يتكرر بألم لا يفارق الأراضي الفلسطينية، يعيش قطاع غزة واحدة من أكثر فصوله دموية ودمارا، وقصف متواصل، نزوح جماعي غير مسبوق، ومدينة تنهار مبانيها وتاريخها تحت نيران كثيفة لا تميز بين مدني وعسكري.
والوضع الإنساني بات أكثر تعقيدا، والتطورات السياسية تنذر بمزيد من التصعيد.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن الوضع في قطاع غزة يمكن وصفه بـ"الانفجار الكامل"، حيث بلغت درجة السخونة فيه مستويات غير مسبوقة، خاصة مع تزايد موجات النزوح الجماعي التي تجاوزت كل التقديرات، حتى من قبل المراقبين الأكثر دراية بالوضع الميداني.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تواصل القوات الإسرائيلية قصفها المكثف والممنهج للأبراج السكنية، في محاولة واضحة لمحو معالم المدينة بالكامل وتحويلها إلى كومة من الركام، مشهد يعيد إلى الأذهان ما جرى سابقا في مناطق مثل رفح.
وأشار الرقب، إلى أن في ظل هذه الأحداث، جاءت زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى المنطقة، تسبقها تصريحات تحمل دلالات خطيرة، أبرزها أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية قد يقود إلى تصعيد إسرائيلي أعنف.
وتابع: "الادعاء بعدم إنصات إسرائيل للولايات المتحدة هو "محض كذب"، مؤكدا أن دولة الاحتلال لا تتحرك إلا بتوجيه أمريكي، وكل العمليات، بما في ذلك القصف الأخير الذي طال مناطق في قطر، تمت بضوء أخضر أمريكي واضح".