أكد النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب رئيس مجلس إدارة مجموعة كليوباترا، أن تجربة مصر في تحقيق الاستقرار والتنمية خلال السنوات العشر الماضية تقدم دروسًا مهمة للدول الأفريقية وتشكل نموذجًا يمكن أن يتبناه العديد من هذه الدول.

وأشار أبو العينين إلى أهمية الارتقاء بمهارات الشباب من خلال جامعات جديدة قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلي والدولي، مشيرًا إلى أن مصر نجحت خلال 10 سنوات في مضاعفة أعداد الجامعات من 50 جامعة إلى 128 جامعة، بما في ذلك الجامعات الدولية بالشراكة مع اليابان وألمانيا والصين وغيرها، والتي تنقل العلوم الحديثة للشباب المصري.
ولفت إلى التخصصات الجديدة التي تدرس الآن في الجامعات المصرية في مجالات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، مؤكدًا أن الجامعات المصرية مفتوحة لجميع الطلاب الأفارقة للدراسة بها.
وأكد أبو العينين أن قارة أفريقيا لديها إمكانيات ضخمة وأنها غنية بمواردها الطبيعية وشبابها وأسواقها الكبيرة، مشيرًا إلى ضرورة تغيير نظرة العالم إلى أفريقيا التي لا تريد علاقة مع العالم على أساس المعونات وإنما شراكة إستراتيجية تقوم على الاستثمار والتجارة المتكافئة التي تحقق المكسب للجميع.

جاء ذلك في كلمة النائب محمد أبو العينين أمام منتدى أفريقيا العالمي 2025 والذي نظمته شبكة ازدهار أفريقيا (APN) أمس في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بمشاركة عدد كبير من قادة الأعمال وصناع السياسات والخبراء في أفريقيا تحت عنوان “استجابة أفريقيا لحروب التعريفات الجمركية: بناء قارة مزدهرة ومتكاملة تتجاوز المساعدات".

وأكد أبو العينين على ضرورة أن تتفاوض أفريقيا مع الدول الكبرى ككتلة واحدة وبصوت واحد للحصول على شروط أفضل وتقوية موقفها التفاوضي بدلًا من تفاوض كل دولة على حدة.
ودعا إلى إنشاء نادٍ أفريقي للتمويل يجمع الدول الأفريقية معًا للتفاوض الجماعي من أجل الحصول على شروط تمويلية ميسرة وتخفيف عبء المديونية.
كما طالب بوجود نادٍ أفريقي للمعادن يجمع الدول الأفريقية الغنية بالمعادن وخاصة المعادن الحرجة والعناصر الأرضية النادرة التي لا غنى عنها للصناعات المتقدمة وأشباه الموصلات وصناعات الطاقة المتجددة، من أجل التفاوض الجماعي مع الدول والشركات التي تريد الاستفادة من هذه المعادن لإقامة عمليات تصنيعية عليها في أفريقيا لتصدر كسلع وسيطة ومكونات إنتاج وليس كخامات، مشيرًا إلى أن إدماج أفريقيا في سلاسل الإمداد العالمية سيدعم الصناعة الأفريقية ويسهم في خلق فرص العمل للشباب ويتيح نقل التكنولوجيا وتنويع الصادرات الأفريقية ويضاعف قيمتها أضعافًا كثيرة.
وأكد أبو العينين أن مستقبل أفريقيا في الاستثمار والتصنيع والتنمية البشرية، مضيفًا أن الاعتماد على استخراج وتصدير المواد الخام لن يحقق تنمية ولن يخلق وظائف ولن يوفر إيرادات ولن يغير موقع أفريقيا في النظام الدولي ويجعلها عرضة للصدمات الدولية.
وقال إن تشجيع الاستثمار والتصنيع يتطلب خلق مناخ جاذب يقوم على توافر الأمن والأمان والمساواة بين المستثمر الوطني والأجنبي وبنية تحتية متطورة وتشريعات محفزة ومناطق صناعية متخصصة ومناطق اقتصادية خاصة توفر البيئة الملائمة لتوطين الشركات العالمية مع الشركات الصغيرة والمتوسطة وتتوافر بها كافة الخدمات من مدارس ومراكز تدريب وبنوك كما حدث في الصين، مشيرًا إلى تجربة منطقة قناة السويس الاقتصادية الناجحة والتي تتضمن العديد من المناطق الصناعية.
كما طالب الدول الأفريقية بأهمية وضع خرائط استثمارية تُسكن عليها فرص الاستثمار والحوافز المقدمة لهذه الفرص ومصادر التمويل المتاحة لها.