قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

دعوة تشكيل جيش لمواجهة إسرائيل.. شعار رمزي أم مشروع ممكن التنفيذ؟| محلل يجيب

دعوة تشكيل جيش لمواجهة إسرائيل: شعار رمزي أم مشروع ممكن التنفيذ؟
دعوة تشكيل جيش لمواجهة إسرائيل: شعار رمزي أم مشروع ممكن التنفيذ؟

 تأتي دعوة رئيس كولومبيا لتشكيل جيش لمواجهة إسرائيل في ذروة غضب دولي متزايد تجاه الكارثة الإنسانية في غزة، لكنها تبقى أكثر تعبيرا أخلاقيا ورمزيا منه خطة واقعية قابلة للتنفيذ. 

فالعقبات القانونية والدبلوماسي من حاجتها لغطاء أممي وموافقة واسعة إلى فيتوات كبرى وموازين قوى إقليمية ودولية، تجعل من أي تحرك عسكري مباشر مسارا محفوفا بالمخاطر والعزلة. 

لذلك، من المرجح أن تثمر هذه المواقف عن ضغوط سياسية ودعوات لمحاسبة ومبادرات أممية للمراقبة والاستقرار، بدلا من نشوء جيش دولي يواجه إسرائيل عسكريا على الأرض.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي، والمحلل السياسي اللبناني، إن  دعوة رئيس كولومبيا لتشكيل جيش لمواجهة إسرائيل جاءت في سياق تصاعد الغضب الدولي من حجم الكارثة الإنسانية في غزة، لكنها تبقى أقرب إلى موقف رمزي يعكس رفضا أخلاقيا لما يجري أكثر مما هي خطة قابلة للتنفيذ. 

 وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن فالتحرك العسكري ضد إسرائيل يتطلب توافقا دوليا واسعا وغطاءا قانونيا من مجلس الأمن، وهو أمر مستبعد في ظل الفيتو الأميركي والغربي، إضافة إلى موازين القوى التي تجعل أي مواجهة مباشرة مع إسرائيل مدخلا إلى صدام إقليمي ودولي أكبر.

محلل سياسي يكشف تداعيات واقعة الهرمل في لبنان| التفاصيل الكاملة

وأشار يونس، إلى أن الواقع يفرض أن مثل هذه الدعوات تصطدم بتعقيدات السياسة الدولية؛ فالدول العربية والإسلامية نفسها، ورغم التعاطف مع غزة، لم تستطع الاتفاق على تشكيل قوة عسكرية مشتركة، بل اكتفت بالتحرك الدبلوماسي والضغط عبر المنظمات الدولية، وأضاف أن إذا كانت هذه الدول التي تحمل القضية تاريخيا لم تنجح في تجاوز خلافاتها أو تحمل كلفة المواجهة، فمن غير الواقعي الاعتقاد أن دولة في أميركا اللاتينية قادرة على تحويل هذا الشعار إلى قوة عسكرية فعلية.

وتابع: "إضافة إلى ذلك، فإن تشكيل جيش لمواجهة دولة عضو في الأمم المتحدة يطرح إشكاليات في الشرعية الدولية، إذ يمكن أن يعتبر إعلان حرب خارج إطار القانون الدولي، ما يعرض المشاركين لعزلة سياسية واقتصادية وربما عقوبات.. لذا، تبدو مثل هذه الدعوات أقرب إلى رفع السقف السياسي والإعلامي لدعم غزة وإحراج إسرائيل، بدل أن تكون مشروعا عمليا يلقى توافقا دوليا".

واختتم: "وبالنظر إلى توازنات القوى العالمية، فإن ما يمكن أن يتمخض عن هذه المواقف هو زيادة الضغوط على إسرائيل لوقف العمليات العسكرية، والمطالبة بمحاسبة دولية، ودعم تحركات لإرسال قوات مراقبة أو استقرار تحت مظلة أممية، لا جيش دولي يواجه إسرائيل عسكريا.. وعليه، تبقى الفكرة في إطار التعبير السياسي العالي النبرة، لكنها بعيدة جدا عن التحقق في أرض الواقع".