أكد الدكتور محمود شلبي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن أداء صلاة الفجر في الوقت الذي يسبق شروق الشمس بدقائق يعد أداءً حاضرًا وصحيحًا، إذ تقع الصلاة في وقتها المحدد شرعًا، موضحًا أن المسلم متى استيقظ قبل طلوع الشمس فعليه أن يصلي فورًا، وتكون صلاته أداءً، أما إن صلاها بعد طلوع الشمس فتُعد قضاءً، وتسمى حينها صلاة الصبح لا صلاة الفجر.
وحول مسألة ما إذا كانت صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق تُعد حاضرًا أم قضاءً، بيَّن أن وقت صلاة الفجر يبدأ من طلوع الفجر الصادق وينتهي بطلوع الشمس، مستشهدًا بحديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ووقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس» رواه مسلم، وهو نص صريح يحدد حدود الوقت الشرعي للصلاة.
كما أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من شروط صحة الصلاة دخول وقتها المحدد شرعًا، واستشهد بقول الله تعالى: «إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا» في سورة النساء الآية 103، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن مواقيت الصلاة بدقة لا تحتمل اللبس، ومن بينها وقت صلاة الصبح الذي يبدأ من طلوع الفجر وينتهي بطلوع الشمس، كما ورد في حديث عبد الله بن عمرو السابق.
وفي بيان إضافي حول تحديد وقت صلاة الفجر، نقلت المصادر عن الإمام ابن رشد رحمه الله قوله: «اتفقوا أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق وآخره طلوع الشمس، إلا ما روي عن ابن القاسم عن بعض الشافعية أن آخره الإسفار»، موضحًا أن الإسفار في الفجر هو الوقت الذي يظهر فيه الضوء وينكشف الظلام تدريجيًا، وسُمِّي بذلك لأنه يُسفر أي يكشف عن الأشياء.
وأكدت الفتاوى أن وقت صلاة الفجر يمتد من بداية ظهور الفجر الصادق إلى لحظة طلوع الشمس، مستشهدة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أدرك من الصبح ركعة قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح» رواه البخاري، مما يدل على أن الصلاة قبل الشروق تُعد أداءً حاضرًا وليست قضاءً.
كما بيّنت أن الصلوات تُصنف من حيث الحكم إلى نوعين: أداء وقضاء، فأداء صلاة الفجر حاضرًا يبدأ مع أذان الفجر وينتهي مع طلوع الشمس، وهو الوقت الطبيعي الذي يجب على المسلم المحافظة عليه، حيث يتراوح عادة بين ساعة وساعة ونصف تقريبًا، يختلف ذلك قليلًا حسب الفصول والمواقيت.
أما من فاتته صلاة الفجر واستيقظ بعد شروق الشمس، فإن صلاته تكون قضاءً، وقد أوضح العلماء أن القضاء ليس له وقت محدد، فيجوز قضاؤه في أي وقت من اليوم أو بعد حين، غير أن الأفضل عدم تأخير القضاء حتى لا ينسى المسلم أو يفوته الأجل قبل أدائها، تنفيذًا لتوجيه النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال: «فَإِذَا نَسِيَ أَحَدُكُمْ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
ويخلص القول إلى أن صلاة الفجر قبل الشروق بدقائق تُعد صلاة أداء في وقتها، وتقبل بإذن الله، وعلى المسلم أن يبادر بأدائها متى استيقظ قبل طلوع الشمس، محافظةً على الوقت الذي حدده الشرع الشريف لهذه العبادة العظيمة.



