استضافت وزارة الصحة والسكان الاجتماع التشاوري الإقليمي لمنطقة شمال إفريقيا حول إعداد الاستراتيجية الإقليمية للتغذية 2026–2035، تحت مظلة الاتحاد الإفريقي، وبالتعاون مع اتحاد المغرب العربي وشركاء التنمية ومنظمات الأمم المتحدة المعنية، وذلك خلال يومي 27 و28 أكتوبر 2025.
يأتي هذا الاجتماع تنفيذًا لتوجيهات الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وفي إطار الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الغذائي وتحسين التغذية في القارة الإفريقية، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الإفريقي 2063 وأهداف التنمية المستدامة 2030.
شارك في الاجتماع خبراء في مجال التغذية والتحول في النظم الغذائية من وزارة الصحة والسكان، ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، ووزارة التضامن الاجتماعي.
ألقى الدكتور راضي حماد، رئيس قطاع الطب الوقائي والصحة العامة، كلمة افتتاحية نيابة عن الدكتور عمرو قنديل، نائب وزير الصحة، رحب فيها بالمشاركين من الدول الأعضاء والمنظمات الدولية، مؤكدا أن استضافة مصر لهذا الاجتماع تعكس التزامها المستمر بقضايا التغذية والصحة العامة، انطلاقًا من رؤيتها الوطنية لتحقيق نظم غذاء صحية ومستدامة.
استعرض الدكتور راضي حماد الخطوات الملموسة التي حققتها مصر في هذا المجال، أبرزها إطلاق الاستراتيجية الوطنية للغذاء والتغذية 2023–2030، وإنشاء اللجنة الوطنية لنظم الغذاء والتغذية برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى إعداد الخطة التنفيذية الوطنية لنظم الغذاء والتغذية 2025–2030، التي ترتكز على سبعة محاور رئيسية تشمل السياسات الوطنية، والحماية الاجتماعية، والبحث العلمي، والتكامل مع العمل المناخي.
أبرز الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن رئيس قطاع الطب الوقائي استعرض برامج وطنية يمكن الاستفادة منها في تبادل الخبرات على مستوى القارة، مثل برنامج التغذية المدرسية، ومبادرة الألف يوم الذهبية، وحملة “100 مليون صحة” للكشف عن أمراض سوء التغذية، ومبادرة العمل المناخي والتغذية (I-CAN). أعرب عن تقديره لمفوضية الاتحاد الإفريقي واتحاد المغرب العربي وكافة الشركاء، مشيدًا بالمناقشات البناءة مع ممثلي تونس والمغرب وموريتانيا، التي ساهمت في بلورة توصيات عملية لإعداد الاستراتيجية الإقليمية.
تناولت جلسات ورشة العمل الوضع التغذوي في إفريقيا، حيث بلغت معدلات الهزال 24% والتقزم 30% مقارنة بمتوسط عالمي يبلغ 23%، فيما سجلت نسبة زيادة الوزن 4.5%، وتعاني 98% من الدول الإفريقية من معدلات أنيميا متوسطة إلى شديدة، وفقًا لبيانات الاتحاد الإفريقي.
ناقش المشاركون العوامل الرئيسية المؤثرة في سوء التغذية، المعروفة بـ”العوامل الأربعة الكبرى (4Cs)”: التغيرات المناخية، وجائحة كوفيد-19، والصراعات، وارتفاع تكاليف الغذاء والوقود.
الصحة الواحدة
أكد الدكتور حسام عبد الغفار أن مصر، من خلال تبني نهج “الصحة الواحدة”، ستواصل دعم الجهود الإفريقية للقضاء على سوء التغذية وتحقيق الأمن الغذائي المستدام.
شدد على أهمية تحويل نتائج الاجتماع إلى خطط عمل واقعية قابلة للتنفيذ خلال العقد المقبل، لتحسين صحة ورفاه شعوب القارة الإفريقية.



