في لحظة طال انتظارها، توجهت أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى مدينة أنطاليا التركية، حيث كان الجميع يترقب الظهور الأول لـ كريستيانو جونيور، نجل الأسطورة كريستيانو رونالدو، بقميص منتخب البرتغال تحت 16 عاما.
كانت التوقعات أن تشهد المباراة بداية فصل جديد في "قصة الإرث"، لكن المفاجأة كانت صادمة، إذ لم يأت المشهد كما حلم به الكثيرون.
خيبة البداية جونيور على مقاعد الانتظار
رغم الزخم الإعلامي الكبير الذي سبق اللقاء، وجد كريستيانو جونيور نفسه خارج التشكيلة الأساسية، وظل على مقاعد البدلاء حتى الدقيقة التسعين، حين قرر المدرب إشراكه بعد أن كانت النتيجة محسومة لصالح البرتغال بهدفين دون رد.

مشاركته القصيرة بدت رمزية أكثر منها فنية، وكأنها رسالة واضحة بأن الأسماء الكبيرة لا تصنع النجوم في أوروبا، وأن طريق المجد في المنتخب البرتغالي لا يعد بالألقاب العائلية بل بالموهبة فقط.
كانت تلك اللحظة كفيلة بتذكير الجميع أن "ابن الأسطورة" ما زال في بداية الطريق، وأن اللعب في أكاديميات كرة القدم الكبيرة، رغم قيمتها، لا يمنح ضمانا لمكان أساسي في منتخب يزخر بالمواهب الشابة.
رافاييل كابرال الوريث الذي لم يكن في الحسبان
في الوقت الذي انشغلت فيه الكاميرات بعدساتها نحو مقاعد البدلاء، كان على أرض الملعب نجم آخر يكتب سطرا جديدًا في قصة كرة القدم البرتغالية، إنه رافاييل كابرال، اللاعب الصاعد من أكاديمية سبورتنج براجا، الذي خطف الأضواء بهدف رائع عزز به تفوق منتخب بلاده.

كابرال ليس مجرد موهبة عابرة؛ فالأرقام تتحدث عنه بوضوح خمسة أهداف في خمس مباريات مع منتخب تحت 15 عاما، بينها "هاتريك" أمام اليابان، والآن هدف مؤثر في أول ظهور مع منتخب تحت 16 عاما. هذا الشاب يملك ما يمكن تسميته بـ"الحمض الكروي البرتغالي"، الممزوج بالذكاء والمثابرة والفعالية أمام المرمى.
بداية صراع الإرث
ما جرى في أنطاليا لا يمكن اعتباره مجرد مباراة ودية، بل هو افتتاح لفصل جديد من المنافسة بين "اسم الأسطورة" و"موهبة الأكاديمية"، كريستيانو جونيور يمتلك الشهرة والضوء الإعلامي، بينما كابرال يحمل الأداء والأرقام والبيئة التنافسية المثالية لتطوره.
ومع كل ذلك، يبدو أن الجهاز الفني للمنتخب البرتغالي لا يلتفت إلى الألقاب العائلية، بل إلى الأداء وحده، في إشارة واضحة إلى أن الطريق إلى خلافة رونالدو لن يكون سهلاً.
قد يظل كريستيانو جونيور "الوريث الإعلامي" لوالده، لكن "الوريث الحقيقي" الذي خطف القلوب والأنظار في أنطاليا هو رافاييل كابرال، الذي أثبت أن المجد في كرة القدم لا يورث، بل ينتزع بجهد وموهبة وإصرار.
 
         
         
         
         
         
                         
                         
                     
                                            



 
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                     
                         
                         
                         
                                 
                                 
                                 
                                 
                     
                     
                     
                    