أكد وزير خارجية سلطنة عمان، بدر بن حمد البوسعيدي، أن إسرائيل تمثل المصدر الأساسي لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن إيران ليست المسؤولة عن تدهور الأوضاع الأمنية كما يروج.
وقال البوسعيدي، في كلمة ألقاها اليوم السبت خلال مشاركته في منتدى حوار المنامة 2025 الذي تستضيفه مملكة البحرين، إن “الممارسات الإسرائيلية المتعمدة لإطالة أمد التوتر في حربها ضد إيران تسببت في مقتل مئات المدنيين الإيرانيين الأبرياء”، مضيفاً أن طهران تعاملت مع تلك الاستفزازات بـ“قدر كبير من ضبط النفس”، كما فعلت عقب قصف إسرائيل لقنصليتها في سوريا، وإصابة سفيرها في لبنان، واغتيال أحد كبار المفاوضين الفلسطينيين في طهران.
وشدد الوزير العماني على أن “تلك الأعمال تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، وتؤكد بوضوح أن إسرائيل وليس إيران هي المصدر الرئيسي لغياب الأمن في المنطقة”.
وأوضح البوسعيدي أن سياسات التهميش والعزل لم تسهم سوى في تعميق الأزمات وإطالة أمد الصراعات، مضيفاً أن سلطنة عُمان تؤمن منذ زمن بأن إشراك إيران في منظومة الأمن الإقليمي هو السبيل لترسيخ الاستقرار وتعزيز التعاون المشترك.
وأشار إلى أن إيران أبدت في مراحل مختلفة استعداداً للحوار والانخراط في مسارات دبلوماسية بناءة، رغم ما واجهته من اعتداءات متكررة، مؤكداً أهمية اتباع نهج شامل يضم جميع الأطراف الإقليمية لمعالجة القضايا المشتركة مثل أمن الملاحة، ومكافحة التهريب، والتغير المناخي. كما كشف الوزير أن ملف المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة شهد تقدماً ملموساً خلال خمس جولات من الحوار، إلا أن إسرائيل نفذت قبل انعقاد الجولة السادسة هجمات عسكرية “غير قانونية” ضد طهران، ما عرقل مسار التفاهمات.
وختم البوسعيدي بالتأكيد على أن الأمن الحقيقي لا يتحقق بسياسات العزلة أو الإقصاء، بل عبر الشمولية والتعاون الإيجابي بين دول المنطقة، داعياً إلى إنشاء إطار أمني إقليمي يضم جميع دول الشرق الأوسط، بما فيها إيران والعراق واليمن، لمواجهة التحديات المشتركة بفاعلية.
وأكد في ختام كلمته أن سلطنة عمان ستواصل دعمها للحوار الشامل كخيار استراتيجي لتحقيق الأمن والسلام والازدهار، مشيراً إلى أن “الحوار وحده هو الطريق نحو مستقبل أكثر استقراراً وتنمية لشعوب المنطقة”.

