قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

اتهامات واشنطن لحماس بنهب المساعدات الإنسانية تتصاعد.. وسياسيون: أمريكا تحاول تشويه صورة المقاومة.. والحركة: قدمنا 1000 شهيد من المكلفين بحماية القوافل ووصولها للمستحقين

اتهامات واشنطن لحماس.. قراءة تحليلية في خلفيات الموقف الأمريكي
اتهامات واشنطن لحماس.. قراءة تحليلية في خلفيات الموقف الأمريكي

استنكرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، بأشد العبارات، ما وصفته بـ"الافتراءات الباطلة" الصادرة عن القيادة المركزية الأمريكية، والتي اتهمت فيها الحركة بـ"نهب شاحنة مساعدات إنسانية" في قطاع غزة.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أحمد يونس، الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي اللبناني، إن تعود الاتهامات الأميركية الأخيرة لحركة حماس بنهب المساعدات الإنسانية في غزة، إلى سياق سياسي ودبلوماسي معقد، يتقاطع فيه البعد الإنساني مع الحسابات الاستراتيجية.  

وأضاف يونس- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن وزارة الخارجية الأميركية أكدت أن الحركة استولت على جزء من المساعدات التي تصل عبر المعابر، وهو ما نفته حماس بشدة واعتبرته "مزاعم باطلة تبرر فشل واشنطن في وقف المجازر الإسرائيلية".

محلل لبناني: سوريا تدخل اليوم مرحلة حرجة من تاريخها

وأشار يونس، إلى أن  الواقع يشير إلى أن هذه الاتهامات تأتي في ظل تصاعد الضغط الدولي على إسرائيل بسبب الكارثة الإنسانية في القطاع، ومحاولة الإدارة الأميركية تحويل الأنظار عن مسؤولية تل أبيب في عرقلة دخول المساعدات أو قصفها أثناء التوزيع.

وتابع: "من جانبها تدرك حماس أن هذه المزاعم تهدف إلى تشويه صورتها أمام المجتمع الدولي، وتبرير الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل.. فواشنطن تخشى أن يؤدي تعاظم المأساة في غزة إلى تآكل صورتها الأخلاقية، خاصة مع الانتقادات الأوروبية المتزايدة، ومن هنا جاء الاتهام كأداة سياسية لتقويض أي تعاطف دولي مع حماس، أو تبرير قيود إضافية على دخول المساعدات عبر المؤسسات التي تصفها واشنطن بأنها غير موثوقة". 

وأردف: "في المقابل، ترى مصادر إغاثية أن عملية توزيع المساعدات في غزة تخضع لرقابة دقيقة من منظمات الأمم المتحدة، ما يجعل من الصعب على أي طرف نهبها بشكل منظم، والاتهام الأميركي إذا يبدو أقرب إلى مناورة إعلامية تهدف إلى إعادة توجيه الخطاب نحو سلوك حماس بدلا من جرائم الحرب الإسرائيلية، وإلى الضغط على قطر ومصر لتشديد الرقابة على المعابر".

واختتم: "بهذا المعنى، يصبح الاتهام جزءا من معركة السرديات بين واشنطن وحماس، الأولى تحاول حفظ ماء وجهها أمام الرأي العام الغربي، والثانية تسعى لتثبيت نفسها كسلطة أمر واقع تدير الشؤون المدنية في ظل غياب الدولة الفلسطينية، والنتيجة أن الضحية الفعلية تبقى المدنيين في غزة، الذين تحولت معاناتهم إلى ورقة تفاوض سياسية بين القوى الكبرى".

وأكدت الحركة في بيانٍ نقلَه المركز الفلسطيني للإعلام، أن هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة، مشيرة إلى أنها تأتي في إطار محاولة لتبرير تقليص المساعدات الإنسانية المحدودة أصلا، والتغطية على عجز المجتمع الدولي عن إنهاء الحصار المفروض وتجويع المدنيين في القطاع.

وأوضحت حماس، أن الأجهزة الشرطية والأمنية في غزة قدمت أكثر من ألف شهيد ومئات الجرحى أثناء قيامها بواجبها الوطني في تأمين قوافل الإغاثة وضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها.

وأضافت الحركة، أن مظاهر الفوضى والنهب انتهت فور انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما يثبت، بحسب البيان، أن الاحتلال كان الجهة الوحيدة التي رعت تلك العصابات وأدارت حالة الفوضى أثناء وجوده داخل القطاع.

كما أكدت حماس، أنه لم تسجل أي بلاغات أو شكاوى من قبل المؤسسات الدولية أو المحلية، ولا من سائقي قوافل الإغاثة، حول وقوع أي حادثة من هذا النوع، معتبرة أن ما استندت إليه القيادة المركزية الأمريكية هو "مشهد مختلق ومفتعل" لتبرير سياسات الحصار وتقليص الدعم الإنساني.

وأشارت الحركة إلى أن الطائرة الأمريكية المسيرة التي زعم أنها التقطت مشهد الشاحنة، لم ترصد الجرائم اليومية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي أمام أنظار العالم بأسره.

وفي السياق ذاته، قالت حماس إن الاحتلال ارتكب منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار مجازر راح ضحيتها 254 فلسطينيا، 91% منهم من المدنيين، بينهم 105 أطفال و37 امرأة و9 من كبار السن، إضافة إلى إصابة 595 آخرين، من بينهم 199 طفلا و136 امرأة و32 مسنا.

وانتقدت الحركة صمت الإدارة الأمريكية إزاء الخروقات اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، بما في ذلك تجاوز قوات الاحتلال للخط الأصفر بمسافة تزيد على 35 كيلومترا مربعا، أي ما يعادل 10% من مساحة القطاع، إلى جانب عمليات التدمير المستمرة لمنازل المدنيين.

كما أوضحت أن الاحتلال سمح بدخول 9.4% فقط من كميات الوقود المتفق عليها، ويواصل التحكم في إدخال المواد الغذائية، خاصة البروتينات الأساسية مثل البيض والدجاج واللحوم، التي حرم منها المدنيون منذ عامين.

وأشارت إلى أن متوسط عدد شاحنات المساعدات اليومية لا يتجاوز 135 شاحنة، في حين أن بقية الشاحنات تحمل بضائع تجارية يعجز معظم السكان عن شرائها بسبب تدهور الأوضاع الاقتصادية.

وجددت حماس تأكيدها أن الإدارة الأمريكية تنحاز بشكل كامل للاحتلال الإسرائيلي وتتَبنى روايته الإعلامية، مشددة على أن ما تحتاجه واشنطن "ليس مزيدا من الطائرات المسيرة لتصوير مشاهد مختلقة، بل شيئا من الضمير الإنساني والمسؤولية السياسية لإلزام الاحتلال بوقف عدوانه واحترام الاتفاقات الدولية".

والجدير بالذكر، أن سبق وزعمت القيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) أن المركز الأمريكي للتنسيق المدني العسكري (CMCC) رصد عناصر يشتبه بانتمائهم إلى حركة حماس وهم ينهبون شاحنة مساعدات كانت ضمن قافلة إنسانية متجهة إلى شمال خان يونس.

وقالت القيادة، في تدوينة عبر منصة "إكس"، إن المركز تلقى تنبيها بعد أن التقطت طائرة أمريكية من دون طيار من طراز MQ-9 مشاهد للحادثة أثناء تحليقها فوق المنطقة لمراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل.