قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

هل يجوز قضاء أيام رمضان في شهر رجب أو الصيام بنيتين ؟.. الإفتاء تجيب

هل يجوز قضاء أيام رمضان في شهر رجب أو الصيام بنيتين
هل يجوز قضاء أيام رمضان في شهر رجب أو الصيام بنيتين

يتساءل كثير من المسلمين مع دخول شهر رجب عن حكم صيام قضاء أيام رمضان خلاله، وهل يجوز الجمع بين قضاء الفريضة وصيام هذا الشهر، خاصة مع ما يتردد أحيانًا من أقوال متباينة حول الصيام في رجب. 

 أوضحت الجهات الشرعية أن صيام القضاء في شهر رجب جائز بلا خلاف، كما يجوز صيام التطوع فيه، إذ لم يرد في الشرع ما يمنع الصيام في هذا الشهر الكريم.

ويجوز لمن أفطر أيامًا من شهر رمضان بعذر شرعي أن يقضي هذه الأيام في شهر رجب أو في غيره من شهور السنة، حيث إن قضاء الصيام واجب متى تحققت القدرة عليه، ولا يشترط له وقت محدد، كما أن صيام التطوع في رجب مباح ومشروع، شأنه شأن سائر الأشهر، مع مراعاة الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها.

وشهر رجب من الأشهر الحرم العظيمة التي أمر الله سبحانه وتعالى بتعظيمها، والالتزام فيها بطاعته، والإكثار من العمل الصالح، قال تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ».
وثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بيّن أن الأشهر الحرم هي ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان.

ونقل الإمام الطبري في تفسيره عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم إثمًا، وأن العمل الصالح فيها أعظم أجرًا، وهو ما يبيّن فضل هذه الأزمنة وخصوصيتها في ميزان الشريعة الإسلامية.

حكم الصيام في شهر رجب 

وفيما يخص حكم الصيام في شهر رجب، أكدت دار الإفتاء أن الصيام فيه جائز في أوله أو وسطه أو آخره، سواء كان صيام فرض كالقضاء، أو صيام تطوع، وذلك استنادًا إلى عموم الأدلة التي تحث على التنفل بالصيام.

 ولم يثبت أي دليل صحيح يمنع الصيام في هذا الشهر، بل إن القاعدة الشرعية تقرر أن النصوص المطلقة تشمل جميع الأزمنة والأمكنة، ولا يجوز تقييدها أو منعها إلا بدليل صريح، وإلا كان ذلك تضييقًا لما وسعه الله ورسوله.

ومما ورد في فضل الصيام في شهر رجب ما رواه البيهقي عن أبي قلابة رضي الله عنه قوله: «في الجنة قصر لصوام رجب»، وقد علّق الإمام أحمد بأن هذا الأثر وإن كان موقوفًا على تابعي، فإن مثله لا يُقال إلا اعتمادًا على أصل معتبر.

وفيما يتعلق بقضاء الصيام، أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن من أفطر أيامًا من رمضان بعذر شرعي، كالسفر أو المرض أو الحمل، يجب عليه قضاء هذه الأيام متى زال العذر، مستدلًا بقوله تعالى:«فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».
وبيّن أن الحمل عذر مؤقت، ومع زواله يجب القضاء، ولا يُنتقل إلى الإطعام إلا في حالة العجز الدائم عن الصيام بسبب مرض مزمن لا يُرجى شفاؤه.

هل الصيام في شهر رجب بدعة؟

وحول ما يُثار من تساؤلات عن كون الصيام في شهر رجب بدعة، أكدت دار الإفتاء أن هذا القول غير صحيح شرعًا، لأن صيام التطوع مشروع في جميع أيام السنة، باستثناء الأيام التي ورد النهي عن الصيام فيها، مثل يومي العيدين، وأيام التشريق، وصيام يوم الشك، وصيام الدهر، وإفراد الجمعة أو السبت بالصيام في حالات مخصوصة، وغير ذلك مما ورد فيه نهي صريح.

وأوضحت أن الصيام ينقسم إلى صيام فرض، كصيام رمضان وقضائه والكفارات والنذور، وصيام تطوع، وهو ما يُثاب فاعله ولا يُعاقب تاركه، وقد رغب النبي صلى الله عليه وسلم في هذا النوع من الصيام، وبيّن صوره المتعددة، مثل صيام ستة أيام من شوال، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، وصيام أكثر شهر شعبان، وصيام الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، إضافة إلى صيام يومي الاثنين والخميس، وصيام الأيام البيض، وصيام يوم وإفطار يوم.

وبذلك يتضح أن الصيام في شهر رجب، سواء كان قضاءً أو تطوعًا، جائز شرعًا ولا حرج فيه، ولا يصح وصفه بالبدعة، بل هو داخل في عموم العبادات المشروعة التي يتقرب بها المسلم إلى الله تعالى.