قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

ترامب يستدعي سفراء إدارة بايدن لتكريس نهج "أمريكا أولاً"

ترامب يستدعي سفراء إدارة بايدن لتكريس نهج "أمريكا أولاً"
ترامب يستدعي سفراء إدارة بايدن لتكريس نهج "أمريكا أولاً"

في خطوة وُصفت بأنها "إعادة هيكلة كبرى" للتمثيل الأمريكي في الخارج، بدأت إدارة الرئيس دونالد ترامب في ديسمبر 2025 عملية استدعاء واسعة النطاق شملت نحو 30 دبلوماسياً محترفاً من مناصب سفراء وكبار المسؤولين في 29 دولة على الأقل. 

 

وأفادت وكالة "أسوشيتد برس" بأن هؤلاء الدبلوماسيين، الذين تم تعيينهم في عهد الرئيس السابق جو بايدن، تلقوا إخطارات بإنهاء مهامهم في يناير المقبل.

 وتأتي هذه الخطوة لكسر التقليد الدبلوماسي الذي كان يسمح للدبلوماسيين المحترفين (غير السياسيين) بالبقاء في مناصبهم رغم تغير الإدارات، مما يعكس رغبة ترامب في إحلال كوادر تتبنى رؤيته بشكل كامل.  

توزيع جغرافي يعكس الأولويات الجديدة

شملت موجة الاستدعاءات مناطق استراتيجية مختلفة، حيث كانت أفريقيا القارة الأكثر تضرراً باستدعاء سفراء من 13 دولة (منها نيجيريا، والصومال، ورواندا، والنيجر). 

وتبعتها قارة آسيا باستدعاءات في 6 دول (منها الفلبين وفيتنام ونيبال)، بينما طال القرار في أوروبا أربع دول هي (أرمينيا، ومقدونيا الشمالية، والجبل الأسود، وسلوفاكيا). وفي منطقة الشرق الأوسط، شمل القرار سفراء الولايات المتحدة في مصر والجزائر، مما يشير إلى رغبة الإدارة في إعادة رسم خريطة التحالفات والتعاملات في المنطقة بما يتوافق مع المصالح التجارية والأمنية المباشرة لواشنطن.  

استراتيجية الأمن القومي 2025: "أمريكا أولاً" 

يتزامن هذا التطهير مع إصدار البيت الأبيض "استراتيجية الأمن القومي لعام 2025"، وهي وثيقة من 33 صفحة تشكل تحولاً جذرياً في العقيدة السياسية الأمريكية. 

تتبنى الاستراتيجية ما يسمى بـ "ملحق ترامب لمبدأ مونرو"، والذي يركز على هيمنة الولايات المتحدة في نصف الكرة الغربي ومواجهة الهجرة والاتجار بالمخدرات بصرامة، مع منح الأولوية للنمو الاقتصادي المحلي على حساب "التدخلات العالمية". 

كما تتبنى الاستراتيجية نبرة غير مسبوقة تجاه الحلفاء الأوروبيين، محذرة من "تدهور حضاري" في القارة العجوز، ومطالبة إياهم بتحمل كامل تكاليف دفاعهم بأنفسهم.  

تداعيات استبدال الكوادر المحترفة

أثار استدعاء الدبلوماسيين المحترفين قلقاً داخل أروقة وزارة الخارجية ونقابات الدبلوماسيين الأمريكيين، حيث يُخشى أن يؤدي استبدال الخبرات المتراكمة بولاءات سياسية إلى "فراغ في الذاكرة المؤسسية". ويرى منتقدون أن استدعاء السفراء دون توضيح الأسباب الرسمية، وتكليفهم بمهام إدارية في واشنطن عوضاً عن ممارسة العمل الميداني، سيضعف قدرة الولايات المتحدة على إدارة الأزمات المعقدة في مناطق مثل أفريقيا وجنوب آسيا، خاصة في وقت تتزايد فيه التحركات الصينية والروسية في تلك المناطق.

الدبلوماسية كأداة للمعاملات التجارية

ختاماً، تؤكد تحركات ترامب في نهاية عام 2025 أن الدبلوماسية الأمريكية تحولت من "القيادة العالمية" إلى "التعاملات النفعية" (Transactional Foreign Policy). 

فالسفراء في عهد ترامب الثاني ليسوا مجرد جسور للتواصل، بل هم "مندوبو مبيعات وحراس حدود" لأجندة اقتصادية صارمة.

 إن تصفية إرث بايدن الدبلوماسي تمهد الطريق أمام واشنطن لتنفيذ "التعريفات الجمركية المتبادلة" والانسحاب من الالتزامات الدولية غير الربحية، مما يجعل العالم يترقب شكلاً جديداً وأكثر "انعزالية" للقوة العظمى الوحيدة في العالم.