تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، الموافق الرابع عشر من شهر كيهك القبطي، بذكرى استشهاد القديس بهنام والقديسة سارة أخته، ابني سنحاريب ملك الفُرس، في سنة 68 للشهداء (352م).
وقال كتاب السنكسار الكنسي، الذي يدوّن سير الآباء الشهداء والقديسين، إن القديس بهنام خرج ذات يوم مع أربعين من غلمانه للصيد في الصحراء، فطارَد صيدًا كبيرًا حتى ابتعد عن مرافقيه، وأمسى عليه الليل، فاضطر أن يبيت في موضعه، حيث رأى في رؤيا ليلية من يأمره بالذهاب إلى القديس متى الساكن في الجبل ليصلي من أجل شفاء أخته سارة من مرضها المستعصي.
وأضاف السنكسار أن بهنام بحث مع غلمانه عن القديس متى حتى وجدوه في مغارة، فأخبره بالرؤيا وطلب منه الذهاب إلى المدينة، فلبّى القديس الدعوة، وفي الطريق سبقهم بهنام وأخبر والدته بالرؤيا وبوجود القديس متى خارج المدينة، فسمحت، بدافع محبتها، بذهاب سارة سرًا، فصلى عليها القديس متى فشفاها الرب.
ثبات القديسين
وتابع كتاب السنكسار أن القديس متى وعظ بهنام وسارة وعلّمهما طريق الإيمان بالسيد المسيح، فآمنا، ثم صلى فأنبع الرب عين ماء، وعمّدهما باسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد، قبل أن يعود إلى موضعه.
وقال السنكسار إن الملك سنحاريب، بعدما علم بشفاء ابنته، استدعاها وسألها عن سبب شفائها، فأخبرته أن الرب يسوع المسيح هو الذي شفاها على يد القديس متى، وليس الكواكب التي كان يعبدها، فغضب الملك وهدد ابنيه بالعقاب، إلا أنهما تمسكا بإيمانهما.
واضاف أن بهنام وسارة تشاورا ليلًا على الذهاب خِفية إلى القديس متى لتوديعه قبل استشهادهما، لكن الملك أرسل من لحق بهما في الطريق وقتلهما، فنالا إكليل الشهادة.
وتابع السنكسار أن الملك أُصيب بعد ذلك بروح نجس كان يعذبه بشدة، فأرسلت الملكة إلى القديس متى تستعطفه للحضور، فصلى عليه فشفاه الرب في الحال، وشرح له ولأهل المدينة الإيمان المسيحي، فآمنوا جميعًا ونالوا سر المعمودية.
وأشار كتاب السنكسار إلى أن الملك بنى لاحقًا ديرًا عظيمًا للقديس متى، ووضع فيه جسديّ ابنيه الشهيدين بهنام وسارة، وقد أظهر الرب من جسديهما آيات وعجائب كثيرة للشفاء، موضحًا أن جزءًا من رفاتهما موجود حاليًا بالكنيسة التي تحمل اسميهما بجوار كنيسة مار مينا بفم الخليج بالقاهرة.
كتاب السنكسار
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.



