هادى صلاح يكتب: جرس إنذار

فى احد الايام قرأت لكاتب قطرى مقاله بدأ فيها حديثة عن ان شعوب جميع دول مجلس التعاون الخليجى اخوة وغيرة من الكلام النظرى المحفوظ دون تطبيق .. ولكنى احب ان اقول له شبعنا من الكلام المحفوظ (إننا جميعاً في سفينة واحدة)، لأننا نفهم أن دول الخليج عبارة سفينة واحدة لا يصعدها إلا من أراد بنفسه الصعود إليها، والالتزام بقوانين السير فيها، وفي قصة الحديث المشهور عند البخاري عن الذين حاولوا خرق السفينة من أسفلها فكاد يغرق الجميع، كانت الرسالة: "إذا أخذوا على أيديهم فمنعوهم نجوا جميعاً، وإذا تركوهم غرقوا جميعاً".
والذي لا يحاول أن يفهم طبيعة السفينة الحالية يظنُّ أنها القارب العتيق، أو السفينة ذات الشراع التي تلعب بها الرياح العابرة، غافلاً أو متغافلاً أن السفينة أكبر حجماً، وأعقد تصميماً، وأصعب ضبطاً مما يظن الظَّانُّ لأول وهلة.
السؤال .. هل هذه القطر منذ نشأتها وهى لسيت شقيقة ام خرجت مؤخرا من حضن الوطن العربى عامة والدول الخليجية خاصة ؟ التاريخ يؤكدا أن موريتانيا مثلا قامت بطرد الامير حمد والذي كان حاكما لقطر قبل الانقلاب الناعم الذي قامت به "موزة" لصالح ابنها "تميم".. فقد وقعت مشادة بين الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وحمد في زيارة قام بها الاخير إلي موريتانيا عندما طلب حمد من عبد العزيز انتهاج سياسات اقتصادية محددة وبسط الحريات وتقريب التيار الاسلامي والتشاور معه في كيفية إحداث ذلك في موريتانيا والهجوم علي الرئيس السوري بشار الاسد، إلا أن الرئيس الموريتاني انفعل وانتقد السياسات القطرية ودور الجزيرة في تأليب الشعوب علي الحكام العرب ووصف ثورات الربيع العربي بأنها "مؤامرات غربية"..ومعها وبكل شجاعة اعلن الرئيس الموريتاني أن حمد بن خليفة غير مرحب به فخرج من المطار بدون توديع في واقعة فريدة .
ولكن على الرغم من كل التحركات القطرية الا ان الشعب الخليجى شعوبا وحكومات أدركت الدور القطري القمئ الذي تلعبه في المنطقة ويكفينا كمصريين دور الامارات والبحرين والسعودية وهم أعضاء في مجلس التعاون الخليجي لاثبات صحة تحركات السلطة المصرية تجاه هذه الجماعات الارهابية التى تقطن فى جزيرة قطر واحب ان اؤكد ان قطر ان لم تأخذ حذرها وتعديل سياسته الداخلية والخارجية ستواجه بسحب باقى سفراء الوطن العربى .