مجمع البحوث: استحباب زيارة القبور للعظة والتذكرة بيوم الحساب
وعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: "مرَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بامرأة تبكي عند قبر فقال: اتقي الله واصبري، قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي ـ ولم تعرفه ـ، فقيل لها: إنه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأتت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: إنما الصبر عند الصدمة الأولى" رواه البخاري.
قالت لجنة التفسير بمجمع البحوث الإسلامية في شرحها للحديث: إن النبي -صلي الله عليه وسلم- أمرنا بزيارة القبور لنتذكر الموت والدار الآخرة ونستعد لها بالأعمال الصالحة، وعندما زار النبي نقبرة المدينة رأي امرأة تبكي علي ولدها عند قبره بصوت يدل علي السخط والجزع وعدم الرضا، فأمرها النبي بتقوي الله الخوف منه وبالصبر علي مصيبتها بموت ولدها والغرض من هذا الأمر أن تعلم أن الموت مكتوب على العباد جميعا والجزع لايرد مفقود بل يضم إلي المصيبة به أعظم منه وهي السخط علي قضاء الله تعالي الذي لا مفر منه.
وأضافت، ومن هنا نجد أن الفرق بين الصبر الحقيقي والصبر والصبر الاضطراري، أن الحقيقي هو الذي يكون فيه مفاجأة المصيبة لأنها تصدم المصائب فيقابلها بالرضا والتسليم لله، أما الصبر بعد هذه الصدمة فهو اضطراري جاء بعد اليقين بأن الجزع لافائدة منه.
وهو استحباب زيارة القبور للعظة والتذكرة والحث على الصبر عند نزول المصيبة، ووجوب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والإرشاد إلى التواضع والتسامح والعفو عن المسيء.