بعد انتحار هندي .. العمالة في قطر تعانى من تأخر صرف المستحقات

قالت وكالة رويترز للأنباء، في تقرير لها، الخميس، إن وفاة عامل هندي في قطر، اشتكى من عدم الحصول على أجره ثم انتحر في موقع بناء، تلقى الضوء على معاناة العمالة المهاجرة مع التراجع الاقتصادي في الإمارة قبل استضافتها بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022.

وذكرت الوكالة أن أسرة عامل البناء أجايا بيهارا (44 عاما) قالت إنه شنق نفسه في قبو مركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات، في 7 سبتمبر، بعد أسابيع من مطالبته لصاحب العمل بدفع أجره المستحق وتجديد تأشيرته، وقال صاحب العمل إن انتحار بيهارا لا علاقة له بظروف العمل.

وقالت الوكالة الإخبارية: "لكن وفاته في أحد المشروعات القطرية الرائدة أثار المخاوف بشأن الضغوط التي يشكلها تراجع أسعار النفط على آلاف العاملين الأجانب الذين يعتمد عليهم اقتصاد البلاد"، خاصة بعد نشر صور بيهارا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، ونظم مئات من العمال وسائقي سيارات الأجرة وقفة ووقعوا على التماسات يطالبون فيها بالتحقيق الذي قالت الشرطة أنها تجريه بالفعل.

وناشد قادة الجالية الهندية الحكومة معالجة مسألة انتحار العمال الفقراء الذين يدفعهم أصحاب العمل وضغوط توفير المال لأسرهم في الوطن لليأس.

وتقطعت السبل بالعامل بيهارا - وهو أب لطفلين وجاء من ولاية أوريسا في الهند - بعد انتهاء إقامته الرسمية في قطر مع نحو 400 آخرين يستحق لهم أجر شهر عمل من شركة (إي.تي.ايه ستار) ومقرها الإمارات ويقيمون في سكن عمال مكدس خارج الدوحة على إمدادات يقترضونها من متاجر محلية.

ورد شوكت مير الرئيس التنفيذي لشركة (إي.تي.ايه ستار) على أسئلة رويترز رافضا التعليق على وضع إقامة بيهارا وقال إن "أجره تأخر شهرا" وهو أمر معتاد في هذا القطاع.

وقالت قطر إنها تعمل على تحسين ظروف العاملين الأجانب الذين يحتاجون لموافقة صاحب العمل لمغادرة البلاد وعادة ما يدفعون مبالغ كبيرة لمن جاء لهم بعقد العمل في بلادهم.

وقال مسؤول من وزارة العمل طلب عدم الكشف عن اسمه لأنه غير مصرح له بالحديث للإعلام "ننظر في أوضاع إي.تي.ايه وشركات أخرى لا تدفع للعاملين بها في الموعد... تم وضع شركات على القائمة السوداء."

وأعلنت الحكومة في أغسطس عن مهلة ثلاثة أشهر للعمال الذين انتهت إقامتهم الشرعية في البلاد للمغادرة دون دفع غرامات، لكن العمال يقولون إنهم يخشون أنهم إذا ما غادروا سيخسرون كل شيء.

ولفتت رويترز إلى أن الشركات في مختلف دول الخليج أوقفت أو أبطأت مشروعات بناها ملايين من العمال الأجانب الذين جلبوا من آسيا وأفريقيا وتباطأت في دفع أجورهم المستحقة بسبب تأثير تراجع إيرادات النفط، وأنه في وقت تسعى خلاله الدوحة لبناء مشروعات بنية تحتية بتكلفة نحو 200 مليار دولار استعدادا لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2022 حدثت ضغوطا مالية ضخمة وعجزا في الموازنة، وتحمل العمال الأجانب الذي يجلبون من دول منها الهند ونيبال وبنجلادش والذين يشكلون غالبية سكان قطر البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة العبء الأكبر.حيث ففقد الألوف عملهم في حين تسعى الحكومة لحماية مواطنيها من آثار التقشف.