الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

د. مجدى بدران يكتب: أضرار الازدحام المرورى على الجهاز التنفسى

صدى البلد

كلما ازدحمت الشوارع بالسيارات خاصة خلال العام الدراسى كلما زاد تعرض المواطنين لمخاطر عوادم السيارات.الأخطار الصحية للازدحام المرورى تؤثر على المارة ،و راكبى وسائل النقل و المواصلات ،و السكان فى المناطق القريبة. أكثر المدن العالمية في تلوث الهواء هي موسكو وبكين وبومباي وكراتشي وجاكرتا ومانيلا والقاهرة.

الانتظار فى إشارات المرور يعنى التكدس المرورى فى حيز ضيق، وهو أكثر ضررًا من السير فى الشارع المزدحم . الازدحام المرورى يسبب استنشاق المزيد من الغازات الضارة المنبعثة فى عوادم السيارات مثل غاز ثانى أكسيد الكبريت ،و أكاسيد النيتروجين ، و أول أكسيد الكربون ،و غاز ثاني أكسيد الكربون الغاز الخانق ، و انبعاثات الديزل ( السولار) التى تسبب زيادة شدة و مدة نوبات الربو حيث تنبعث 40 مادة سامة من عادم الديزل ، إضافة لجسيمات الديزل الدقيقة .

تشمل أضرار تلوث الهواء من عوادم السيارات الإصابة بالالتهابات التنفسية كالالتهابات الشعبية ، و الالتهابات الرئوية ، و الالتهابات الشعب رئوية ، و الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد أو العين أو بأكثر من نوع من الحساسية أو بهم جميعا ، و قصور في الدورة الدموية ، و إنخفاض التحصيل الدراسى نتيجة إنخفاض معدلات الذكاء . تبين أن معيشة الأطفال فى بيوت مطلة على شوارع تمر بها السيارات الثقيلة الخاصة بنقل البضائع يضاعف أعراض حساسية الصدر ثلاث مرات .

تسبب جسيمات الكربون الدقيقة برمجة الجهاز المناعى خاصة فى عالم الطفولة نحو الحساسيات مما يستتبع إنتاج المزيد من الخلايا التحسسية بشكل عام .

أول أكسيد الكربون هو الغاز الصامت الذى يقتل الضحايا بدون أن يشعروا به ، سمى بالقاتل الصامت لأن الكميات الكبيره منه تقتل بلا إنذار ، فهوغاز عديم اللون و الطعم والرائحه ، ينتج من الاحتراق الغير تام للكربون،وهو أخف نسبيًا من الهواء، و قابل للاشتعال فيتحول إلى غاز ثاني أكسيد الكربون،متعادل كيميائيًا لذا لا يسبب أي تهيج للجلد أو الأغشية المخاطية ، لديه شراهة للهيموجلوبين و هو الذى يحمل الأكسيجين من الرئة إلى الأنسجة و يحمل ثانى أكسيد الكربون من الأنسجة إلى الرئة . يتصارع أول أكسيد الكربون مع الأكسيجين على الهيموجلوبين فى معركة غير متكافئة، و يعطل عمل الهيموجلوبين فيصبح الدم غير قادر على حمل الأكسيجين ، و بالتالى ينخفض أداء كافة أجهزة الجسم .لذا تقل نسبة الأكسيجين فى الدم ، ويتحول الهيموجلوبين إلى هيموجلوبين غير وظيفى، و يعانى الإنسان من انخفاض الأداء بشكل عام . كما يسبب أول أكسيد الكربون العديد من أمراض القلب، و يقلل من وصول الأكسيجين إلى عضلة القلب، و يزيد من لزوجة الصفائح الدموية فتزداد قابلية تكوين الجلطات،و يمهد الطريق لتصلب الشرايين، و يشل المصاعد الهدبية المخاطية للجهاز التننفسى وبالتالى يمهد الطريق لاستيطان الميكروبات التى لاتجد من يردعها،و احتجاز المواد الغريبة داخل الرئة خاصة مسببات الحساسيات، و بقاء سموم التدخين الأخرى داخل الرئة مما يؤدى إلى التهابات الجهاز التنفسى، و انخفاض وظائف الرئة، و تأثيرات عكسية قصيرة الأمد على الرؤية. تصدر آلات الاحتراق الداخلي كمحركات السيارات عوادم تحتوي على نسب تتراوح ما بين 3-7% من هذا الغاز، ترتفع بوجود عيوب فيها . تزداد نسب غاز أول أكسيد الكربون في المناطق المزدحمة مروريًا، حيث تساهم السيارات ووسائل النقل المعتمدة فى الحرق غير الكامل للوقود بنسبة 60% من إجمالي الانبعاث الغازي.

الأعراض الناجمة عن إستنشاق غاز أول أكسيد الكربون هى الخمول ، الشعور بالإرهاق ، آلام فى الصدر ، زغللة ، دوخة ، صداع ، غثيان ، آلام العضلات، تشنجات . عند وجود هذه الأعراض يجب تجديد الهواء فورًا بفتح النوافذ و الأبواب وغلق أجهزة الاحتراق أو الخروج للهواء الطلق ، و عند تفاقم الأعراض الذهاب للمستشفى والحصول على الأكسيجين .

أول أكسيد الكربون يزيد من تأثير الضوضاء على الجسم ، و الضوضاء و الازدحام المرورى يسببان التوتر ،و التوتر يزيد من كميات هرمونات الغضب فى الجسم ،و إفراز الكورتيزول فى الجسم،و زيادة شكاوى الحساسية و الصداع، و التعب، و قرحة المعدة، و الدوار، و الاكتئاب والاضطرابات النفسية، و الصداع النصفي، و الإحباط العاطفي ، و ارتفاع ضغط الدم ، و الشعور بالضيق و الإجهاد و التعب ، و اضطرابات النوم .

خفض السيل المرورى ، يقلل من أعراض احتقان الأنف و احتقان العين عند السكان القريبين من الشوارع المزحمة. نثمن جهود السيد الرئيس السيسى و إدارة المهندسين العسكريين المبذولة للارتقاء بمشروعات البنية التحتية فى مجالات النقل والمواصلات . نشر المساحات الخضراء يخفض من تلوث الهواء المرتبط بانبعاثات الغازات الدفيئة. المساحات الخضراء تزيل ملوثات الهواء أولا بأول ،و تخزن و تحتجز غاز ثاني أكسيد الكربون . يفضل فتح نافذة السيارة قليلًا أثناء القيادة ،حتى مع تشغيل تكييف السيارة للسماح بخروج غاز أول أكسيد الكربون . وعلى مرضى الحساسية مراعاة تغطية الأنف بكمامة أو بقطعة قماش نظيفة حال مواجهتهم عوادم السيارات ، ومراعاة غسل الأنف و الوجه والفم عدة مرات يوميا ، وتناول أدوية علاج الحساسية.