الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

وسط رفض شعبي..حكاية 12 ساعة لـ أردوغان فى تونس..هل تدعم النهضة مطامع السلطان العثماني في ليبيا ؟

اردوغان والغنوشي
اردوغان والغنوشي

في زيارة مفاجئة وصفت بأنها زيارة "النصف يوم"، استقبل الرئيس التونسي قيس سعيد، نظيره التركي رجب طيب إردوغان، في العاصمة التونسية، لبحث آحر مستجدات الملف الليبي.

وعقد الرئيسان مؤتمرا صحفيا مشتركا أكدا خلاله على أهمية وضع حل سياسي للأزمة الليبية، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاق مشترك بين حكومة فايز السراج وإردوغان يسمح بإمداد حكومة السراج بالعتاد والجنود.

وقوبلت زيارة إردوغان المفاجئة إلى تونس بانتقادات واسعة، وتعتيم من السلطات التونسية على وسائل الإعلام لتغطية وقائع المؤتمر الصحفي المشترك، إذ أدانت نقابة الصحفيين التونسية التعتيم الصادر من القصر الرئاسي في تونس على الزيارة.

وشن نشطاء هجوما واسعا على الرئيس التونسي قيس سعيد، لاستقباله الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وهي خطوة اعتبروها انحيازا للمعسكر التركي الداعم للميليشيات المسلحة في ليبيا تحت قيادة فايز السراج.

وقالت النائبة السابقة عن حزب نداء تونس فاطمة المسدي، عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك"، إن "استقبال قيس سعيد للمجرم رجب طيب أردوغان  أمر مؤسف".

ووصفت المسدي دبلوماسية قيس سعيد بأنها "فاشلة"، لكونها أدخلت تونس في سياسة المحاور بعد أن اختار رئيس الجمهورية الانحياز إلى تركيا بدعمه رئيس حكومة الوفاق الدولية فايز السراج.

صمت تونسي

وتشير أوساط تونسية إلى غموض موقف الرئيس قيس سعيد حيال الأزمة الليبية، فلم يبد الرئيس التونسي الجديد أي سياسة تجاه ليبيا بالرغم من استقباله، في العاشر من ديسمبر الجاري رئيس الحكومة فايز السراج.

وعقب الزيارة كشفت الرئاسة عن موقفها من الصراع الليبي حين دعت إلى ضرورة إيجاد حل للأزمة في إطار الشرعية الدولية، على أن يكون نابعًا من إرادة الليبيين أنفسهم.

وقبل فوزه بالانتخابات التونسية، قال قيس سعيد أثناء المناظرة التي جمعته بمنافسه السابق نبيل القروي، متحدثا عن الأزمة الليبية: " سأستقبل كل الأطراف حتى نضع حدا لهذا الوضع المتأزم، ولنمكن الشعب الليبي من تقرير مصيره بنفسه. ولتكون تونس أرض الحوار، لأن القضية تونسية وتهم التونسيين. والليبيون أشقاؤنا. ما يؤلمهم يؤلمنا وما يفرحهم يفرحنا".

وفي الرابع والعشرين من ديسمبر الجاري، التقى قيس سعيد بممثلي المجلس الأعلى للقبائل والمدن الليبية، لبحث إمكانية إطلاق مبادرة لحل الأزمة في الجارة ليبيا.

وقال سعيد: "نجتمع اليوم ليس بحثًا عن الشرعية ولا لاستبدال شرعية بأخرى، بل هناك الشرعية الدولية"، بحسب بيان للرئاسة التونسية عن الاجتماع الذي عقد بقصر قرطاج الرئاسي.

ماذا يريد إردوغان من تونس؟

خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أردوغان مع نظيره التونسي قيس سعيد، أكد أنه تحدث مع سعيد عن الملف الليبي، وضرورة وقف إطلاق النار، وعاد مجددا ليتحدث عن الدعم العسكري لحكومة السراج في حال موافقة البرلمان التركي الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية لمواد الاتفاقية الموقفة بين السراج وإردوغان.

ويرى مراقبون أن إردوغان يسعى إلى كسب تونس الدولة الحدودية مع ليبيا إلى صفه، بعد أن جرى إقصاؤها من ندوة برلين الدولية في يناير 2020 للبحث عن حل سياسي في ليبيا، وذلك بحجة أن الندوة تبحث تداعيات الأزمة الليبية على الأمن الأوروبي"، بحسب التفسير الذي قدمه وزير الخارجية الألماني لنظيره التونسي السابق خميس الحهيناوي.

حركة النهضة

ويبدو أن أردوغان قد وضع يده على ورقة حركة النهضة التونسية الداعمة لحكومة السراج، حسب ما ذكر المحلل السياسي محمد بوعود في تصريحاته لجريدة اندبندنت العربية.

وحسب ما نقلت الجريدة عن بوعود فإنه يرى أن حركة النهضة ستمنع الدبلوماسية التونسية من التصرف أو وضع فيتو على الملف الليبي، وذلك على أساس صداقتها مع حكومة فايز السراج.

وتسيطر حركة النهضة على البرلمان التونسي بعد فوزها بـ52 مقعدا من أصل 217 مقعدا بالبرلمان، بينما حل "قلب تونس" في المركز الثاني بــ38 مقعدا، وذلك قبل انتخاب رئيس الحركة راشد الغنوشي رئيسا للبرلمان التونسي.