الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بيوت العريش منبع الأجواء الأسرية ورمز للصمود في وجه الاحتلال.. بدأت بـ10 حجرات وجناح للضيوف وانتهت بغرفتين وصالة

منازل العريش
منازل العريش

بيوت العريش قديما مكان للحفاظ على الأجواء الأسرية  
تتكون من 10 حجرات وجناح خاص للضيوف فى مدخل المنزل وحجرات منفصلة لمبيت افراد الأسرة 
تطور ملحوظ فى النمط العمراني فترة الثلاثينيات باستعمال الأسمنت لتبطين أرضية البيت


تعد بيوت الطينة صديقة للبيئة ومكان للحفاظ علي  الأجواء  الأسرية وكانت مدينة العريش شمال سيناء قديما تتميز بوجود نمط عمراني اتخذ من الطين مادة أساسية في تشييد وبناء بيوتها.. والى وقت قريب كان كبار السن يرفضون بشدة طلب أبنائهم لترك منازلهم إلى أخرى غلب عليها الطابع المعماري الحديث فهم يحملون معها ذكريات عديدة خلال سنوات العمر. 

وكانت بيوت  العريش  قديما  لها ساحات وأفنيه واسعة ومعظمها كانت متصلة ببعضها عن طريق أبواب خشبية، وكانت تتضمن العديد من الغرف، وبينها وبين باب المنزل الرئيسي مساحة واسعة تسمح بدخول الضوء للغرف ذات النوافذ الكبيرة.

 وفى فترة الثلاثينيات حدث تطور ملحوظ فى النمط العمراني، باستعمال مادة الأسمنت لتبطين أرضية البيت، او البلاط عالى الجودة والمستورد من ايطاليا في ذاك الوقت وطلاء الأوجه الداخلية للجدران الطينية بمادة الجير.

وتتذكر الدكتورة  سهام عز الدين  جبريل من العريش، أول بيت  بناه جدها صالح افندى جبريل عبيد مصطفى أغا فى العام 1935 م اى قبل الحرب العالمية الثانية ، والكائن في مدينة العريش  . 

وقالت ان بيت جدها كانت حجراته تمتلئ بأكثر من 500 مقاتل من قواتنا المسلحة في ٥ يونيو ١٩٦٧م ، وبداخله كان أهل البيت وشباب أطباء سيناء وأعضاء الهلال الأحمر يقومون بإجراء عمليات إسعاف للجنود الجرحى والمصابين أوقات الحرب .

اقرأ أيضا.. 



وقالت ان هذا البيت كان أحد مراكز التخطيط لعمليات المقاومة فى الفترة من 1967م وحتى انتصار 1973م ، وأصبح فيما بعد التحرير مركز التخطيط السياسى لقيادات المقاومة الشعبية بشمال سيناء ، حيث  كان والدها  رئيس مجلس محلى مدينة  العريش ،   ، واحد قيادات شباب المقاومة الشعبية خلال حرب 1956م واحد أقطاب المقاومة فى سيناء خلال فترة الاحتلال (1967م : 1979م ) ورمز من رموز المقاومة الشعبية ضد قوات الاحتلال الاسرائيلى .

وأشارت ، الي ان المنازل  كانت مساحتها تبلغ  نحو  ألف متر مربع ، لها حديقة كبيرة  بها أشجار مثمرة ،  يلعب تحتها الصغار ألعابهم  البريئة ، لدرجة أن هناك بيوت تتكون من 10 حجرات وجناح خاص للضيوف فى مدخل المنزل وحجرات منفصلة لمبيت افراد الأسرة ، وخلف المنزل تتواجد ملاحق منها : حجرة الفرن والخبز ، وحجرة الخزين ، وحجرات خلفية بها مخبأ ، وملحق  به حوش كبير لتربية كل أنواع الطيور والماعز .

وكان معظم  وجهاء مدينة العريش يبنون بيوتهم بهذا النمط ، ويلحقون بها حجرات خلفية بها مخبأ احترازا لاحتمال قيام الحروب التي كانت قد بدأت تعصف بالمنطقة ،فكانت بيوتهم تشبه القلاع المحصنة التي لا يعرف مداخلها إلا أصحاب البيت .

وضربت بيوت مدينة العريش الباسلة مثالا عظيما فى المقاومة الشعبية منذ يونية 1967م وحتى رفع العلم المصري على مدينة العريش 1979م .

الآن أصبح هناك شقة لكل أسرة بعد أن تطور مجال الإسكان كثيرا وانشاء الدولة لمئات الوحدات السكنية في مختلف قري ومدن المحافظة، ولكن يظل الحنين لقاءنا الي بيت الأسرة كي تتجمع فيه مع نهاية الأسبوع للحفاظ علي القبلية ورعاية الأبوين والحفاظ على المشاعر الأخوية.