الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الخبير المائى نادر نور الدين يكشف لـ «صدى البلد» ماذا حدث فى اجتماع الفاو.. ويؤكد: قرارات الرى تأخرت 20 عامًا.. ومزارع طريق الإسكندرية الصحراوى خير دليل

الدكتور نادر نور
الدكتور نادر نور الدين

  • نادر نور الدين: 
  • الري الحديث يوفر 80% من مخزون المياه
  • الوزارة تأخرت فى إلزام أصحاب الأراضى باستخدام الرى الحديث 20 عامًا
  • أسباب تدهور الترب الزراعية وتلوثها الموضوع الرئيسى لاجتماع "الفاو" هذا العام

مصر تعيش الآن في مرحلة ندرة المياه، كما أن لديها عجزا مائيا كليا، يقترب من الـ 42 مليار متر مكعب من المياه، يتم تعويض ذلك الرقم عن طريق إعادة استخدام مياه المخلفات فى الزراعة بما يعادل الـ 22 مليار متر مكعب، لذلك نحتاج إلى توفير كل نقطة ماء والحفاظ عليها.

ولهذا، تحركت وزارة الرى لاتخاذ بعض الإجراءات الضرورية لحماية المياه من الإهدار، أهمها قرار بإلزام جميع المزارعين وملاك الأراضى بمناطق الاستصلاح المخالفة التى تروى بالغمر، بمنع الزراعة بالغمر وتحويل نظام الرى بأراضيهم إلى الرى الحديث بالرش أو التنقيط أو رى تحت سطحى ومنحهم مهلة عاما من تاريخ القرار لتوفيق أوضاعهم.

وتعقيبا على ذلك، أوضح الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأراضي والمياه بكلية الزراعة جامعة القاهرة، أنه تم إصدار قانون منذ أكثر من عشرين عامًا ينص على أن جميع الأراضى المستصلحة والأراضى الصحراوية تستخدم الرى بالتنقيط والرى المقنن بشكل عام، وينص على منع استخدام الرى بالغمر منعًا باتًا، والوزارة تأخرت فى تطبيقه وكانت تعطى مهلة لأصحاب الأراضى.

وقال "نور الدين"، فى تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، إنه عندما بدأ الإسراف يزيد ومصر دخلت إلى مرحلة الشُح المائى، وبدأ الناس تزرع زراعات مستنفدة للمياه فى الصحراء مثل "الموز" والعديد من الخضراوات الورقية مثل "الكرنب"، كان يجب على الوزارة أن تقف عند ذلك لأن المياه الجوفية فى الصحراء غير متجددة وما نسحبه ينقص من مخزوننا من المياه.

وأضاف أن إعطاء أصحاب الأراضى مهلة لمدة عام للتحول للري الحديث كرم من الوزارة، وكان لابد من إلزامهم بالتطبيق فى خلال 3 أشهر، ولكن قامت الوزارة بذلك مراعاة لأن شبكات الرى الحديثة مكلفة والفدان يتجاوز 12 ألف جنيه للتحول للرى الحديث فأعطوهم فرصة لتدبير المورد المالى.

ونوه إلى أنه لا ينبغى للأراضى الرملية والصحراوية أن تستخدم الرى بالغمر لأنها أراضٍ خشنة لا تزيد نسبة احتفاظها بالمياه من 6 لـ 10% فيتم بذلك إهدار 90% من المياه وتذهب لخارج منطقة جذور النباتات، والري الحديث يتركز على جذور النباتات فقط أو فى المنطقة التى ينمو بها جذور النباتات، وبذلك ترتفع كفاءة الرى فى الأراضى الصحراوية إلى 90% بعد أن كانت 15%.

وأكد الخبير المائي أن الرى الحديث نوع من تحسين طرق الري، فبدلًا من رى الأرض كلها يتحول إلى رى النباتات نفسها فقط، وهذا يوفر 80% من المياه ويحافظ على مخزون المياه الجوفية ويجعلها تكفى لسنوات أكثر وبالتالى لا يتدمر المخزون.

ولفت إلى أن هناك مناطق فى طريق الإسكندرية الصحراوى تملحت ونضبت الآبار وتدمرت نتيجة الإسراف فى الرى من منطقة مزارع دينا عند الكيلو 70 من الطريق الصحراوى إلى الريست هاوس وطلبوا من الدولة توفير مياه لهم من ترعة الخطاطبة لتعويض المزارع، ولكنها كانت مكلفة جدًا، يحتاج الخط لأكثر من 5 ملايين دولار وتوقف الأمر لأن البنك الدولى رفض أن يعطينا الدعم لعمل فرع من الترعة وتوقف عمل المزارع التى كانت تنتج لمدة خمسون عامًا.

وتطرق لاجتماع الجمعية العمومية لمنظمة الأغذية والزراعة "الفاو" والتى تعقد كل عام فى الأسبوع الأول من شهر يونيو لمدة ثلاثة أيام لوضع السياسات الزراعية فى العالم، ولظروف غلق الحدود ووقف الطيران، انعقد المؤتمر عن طريق الفيديو كونفرانس وكان الموضوع الرئيسى الذى تمت مناقشته اليوم هو أسباب تدهور الترب الزراعية وتملحها وتلوثها لأنها تؤثر على الأمن الغذائى.

وتابع أستاذ الأراضى والمياه: "ناقشنا فى الاجتماع دور منظمة الأغذية والزراعة فى دعم كل دول العالم خاصة الدول النامية للتغلب على مشاكل تدهور الأراضى، خاصة مشاكل الملوحة للمحافظة على صحة الأرض وإنتاجها وخصوبتها".

وأكمل الخبير المائى: "نخرج بعد الأيام الثلاثة بتوصيات يتم نشرها فى العالم كله عن السياسات الزراعية المقبلة للعام القادم وإعلان المؤتمرات التى تنظمها منظمة الأغذية والزراعة لتنفيذ هذه السياسات ويكون على مدار العام ثلاثة مؤتمرات تنظمها الفاو، وسيتزعم هذا العام موضوع "إيقاف تدهور الترب الزراعية لزيادة إنتاج الغذاء فى العالم" هذه المؤتمرات".