الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

قبل ساعات من استئناف الرحلات.. شاهد كيف استعدت المطارات المصرية لعودة الطيران

الاجراءات الوقائية
الاجراءات الوقائية داخل مطار القاهرة الدولي

مابين وقف الطيران واستئنافه مرة أخرى في مصر، جهود كبيرة بذلتها وزارة الطيران المدني بقطاعاتها وشركاتها التابعة، على مدار الأسابيع الماضية تمهيدا لتشغيل الرحلات الجوية المنتظمة من وإلى المطارات بعد فترة تعليق تجاوزت الثلاثة أشهر بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

ومنذ وقف الرحلات الجوية إلى المطارات المصرية، بقرار من رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي، في التاسع عشر من مارس الماضي، أخذت وزارة الطيران المدني على عاتقها تجهيز المطارات المصرية وتأهيلها لعودة التحليق مرة أخرى بما يتماشى مع التوصيات الدولية حول تدابير الوقاية لمواجهة الفيروس المستجد.

قبل أسابيع من اليوم، بدأت تجهيزات المطارات المصرية عامة ومطار القاهرة بصفة خاصة، بما يدعم إجراءات وسياسات الحجر الصحي المتبعة داخل المطارات المصرية حفاظا على سلامة الركاب المغادرين والقادمين من الخارج، من خطر عدوى الإصابة بالفيروس القاتل، ويكون من شأنه أيضا أن يخفف الضغط على تلك الكوادر العاملة منذ أكثر من ثلاثة أشهر داخل المطارات في التعامل مع رحلات الطيران الاستثنائية التي سيرتها الدولة المصرية لإعادة العالقين بالخارج.


أول الإجراءات التي جرى تطبيقها داخل المطارات المصرية، هي سياسيات التباعد داخل صالات السفر والوصول، بوضع ملصقات إرشادية ولوحات توعوية داخل صالات الركاب، فضلا عن توفير أدوات التعقيم والتطهير داخل الصالات، وإجراء أيضا أعمال التعقيم والتطهير المستمر بالتزامن مع تفويج الرحلات الاستثنائية القادمة من الخارج وعلى متنها المصريون العالقون.

ومع قرب استئناف حركة التشغيل داخل المطارات المصرية، وزيادة حركة تشغيل الرحلات الجوية، أقدمت وزارة الطيران المدني، على تركيب كاميرات حرارية داخل صالات السفر والوصول، تكون من شأنها رصد درجة حرارة الراكب أثناء مروره من أمامه دون شعوره ودون أن يتدخل أيضا رجال الحجر الصحي، أو العاملين بالمطار، سوى فقط في حالة الاشتباه بأحد الركاب لارتفاع درجة حرارته التي يرصدها الجهاز.

المهندس محمد سعيد محروس رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية، قال إن تكلفة تركيب الكاميرات الحرارية داخل المطارات المصرية تقدر بنحو 20 مليون جنيه، نصيب مطار القاهرة الدولي يصل إلى نحو 7 ملايين جنيه بـ تركيب 40 كاميرا حرارية داخل صالات السفر والوصول.

وأوضح محمد سعيد محروس، في تصريحات صحفية، على هامش جولة تفقدية داخل مطار القاهرة الدولي رافقه فيها "صدى البلد"، لرصد أخر التجهيزات قبل استئناف الرحلات، أنه تم الإنتهاء أيضا من تركيب الكاميرات الخاصة بمطارات الغردقة، وشرم الشيخ، وبرج العرب، وأنه سيتم بدء العمل في مطاري أسيوط وسوهاج، على أن يليها باقي المطارات المصرية تباعًا.


تلك الكاميرات الحرارية التي زودت بها وزارة الطيران المدني المطارات المصرية، تحد من التكدس داخل صالات الوصول للركاب القادمين، حيث لن يتم التعامل المباشر معهم من قبل أطباء الحجر لفحص درجة حرارتهم، ولكن تتولى الأجهزة الذكية هذه المهمة دون تدخل العامل البشري في غضون مدة لا تتجاوز الثواني المعدودة ودون ملاحظة أو شعور من الراكب، مما يوفر الوقت والجهد للكوادر العاملة بالمطارات المصرية.

لم تتوقف جهود وزارة الطيران المدني، عند تدعيم إجراءات الحجر الصحي فقط، ولكنه تم تخصيص مناطق لتعقيم حقائب الركاب ومتعلقاتهم الشخصية فور وصولهم إلى المطار، مع التنسيق مع الحجر الصحي لتنظيم وصول الرحلات الجوية مع عودة الطيران، لتوزيعها على مدار الـ 24 ساعة بما يضمن عدم وجود تكدسات داخل الصالات تنفيذا لسياسات التباعد الاجتماعي التي أوصت بها المنظمات الدولية، فضلا عن الإلتزام بإجراء أعمال تطهير وتعقيم كل 3 ساعات داخل المطارات عالية التشغيل، وإخضاع الراكب للتعقيم بعد كل عملية من الإجراءات المشتركة مع الجهات العاملة بالمطار.

الإجراءات الاحترازية الوقائية التي اتخذتها وزارة الطيران المدني بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، لم تقف عند حدود صالات المطارات فقط التي ألزمتها بالتعاقد مع للتخلص الآمن من نفايات الطائرات، ولكن أيضا وصلت إلى شركات الطيران، حيث يتم إلزام الشركات بتوفير إقرارات صحية لأخذ توقيعات القادمين بمطارات المغادرة، وتقديم نموذج إلى الحجر الصحي بمطار الوصول يفيد بتطهير طائراتها  القادمة، وحثها على عدم السماح بصعود أي راكب على متن الطائرة درجة حرارته 38 أو من يعانون من أعراض تنفسية، فضلا عن إلزامها باتباع احتياطات مكافحة العدوى على متن الطائرة وتعيين أحد أفراد الطاقم الطائر للتعامل مع أي راكب تظهر عليه أعراض.

ولم تضع وزارة الطيران المدني المصرية، أو تفرض أي قيود صحية على المسافرين القادمين من دول الخارج، سوى فقط الدول المنتشر بها الوباء وتصنفها منظمة الصحة العالمية بأنها دولة موبوءة، سيتحتم على ركابها القادمين إلى الأراضي المصرية الالتزام بتقديم نتيجة اختبار pcr حديثة قبل موعد السفر بـ٤٨ ساعة، وحول الاشتباه صحيا في راكب سيتم تسجيل بياناته على برامج متابعة القادمين من الخارج لمراقبته صحيا لمدة 14 يوما من تاريخ الوصول.

وتستأنف وزارة الطيران المدني، الحركة الجوية إلى جميع المطارات المصرية، غدا الأربعاء الموافق 1 يوليو، بعد قرابة نحو ثلاثة أشهر من تعليق الطيران بمصر منذ مارس الماضي بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد، ومن المتوقع أن تكون نسبة تشغيل الرحلات الجوية تصل إلي 30% مع بداية التشغيل على أن تزيد تدريجيا لتصل إلى 50% مع نهاية العام الجاري.

وقرر رئيس الشركة القابضة للمطارات، المهندس محمد سعيد محروس، عودة العمل داخل الشركة والشركات التابعة بكامل القوة، بالتزامن مع استئناف الحركة الجوية مع الالتزام بتعليمات رئاسة الوزراء بمد فترة الإجازة للحالات الاستثنائية، ممن يثبت إصابته بفيروس كورونا أو المخالطين، حيث يتم منحهم اجازة حدها الأدنى 14 يوم، وأيضا الموظف المصاب بالأمراض المزمنة وفقا للثابت بملفه الوظيفي أو الموظفة الحامل أو التي ترعى طفلا أو أكثر دون 12 عاما.

وخسرت المطارات المصرية، قرابة نحو 696 مليون جنيه، نتيجة وقف الرحلات الجوية منذ مطلع مارس الماضي، على خلفية أزمة فيروس كورونا المستجد، يقدر نصيب مطار القاهرة الدولي "شركة ميناء القاهرة الجوى" من هذه الخسائر بنحو 461 مليون جنيه.