الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ثورة يوليو.. هكذا واجه عبد الناصر الأزمات السياسية بروح الفكاهة

الراحل جمال عبد الناصر
الراحل جمال عبد الناصر

ما ذكرت ثورة 23 يوليو 1952، التي تحل ذكراها الثامنة والستين، اليوم، إلا وذكر مع جمال عبد الناصر، تلك الثورة التي ارتبطت باسم الضباط الأحرار، وخرج منها زعيم الأمة ليقود زمام الأمور ويصبح رئيسًا لمصر.


ثورة يوليو وما تبعها من أحداث سياسية واجتماعية،  كانت كاشفًا عن شخصية جمال عبد الناصر، ذلك الرجل المعروف عنه بأنه الخطيب المفوه، حيث ألقى 1359 خطابا من عام 1953: 1970، تناول فيها معالجة القضايا الاجتماعية والسياسية والدولية، لكن ميز عبد الناصر هذه الخطابات بدعاباته الطريفة، في أكثر من موقف.


السخرية من الـ BBC
ففي أحد خطاباته الجماهيرية، تطرق جمال عبد الناصر إلى ما أذاعته BBC في برنامج "عام اليمن" وهجومها على شخصه وسبه، غير عابئة بمنصبه، حيث صفته بأنه "كلب"، ليرد عبد الناصر في غضب "انتو اللي ولاد ستين كلب".


إلا أن هذا الغضب ما لبث وتحول إلى فكاهة حينما قال مداعبا: "لو الموضوع قلة أدب يفتكروا كتبنالهم إيه على الحيط في بورسعيد، نجبلهم الحيط يقلبوا فيها يشوفوا احنا مين"، ليتحول المكان إلى وصلة من الضحك.




مصر والسودان 
لم تستطع نفس عبد الناصر تحمل التدخل البريطاني والأمريكي في الشأن المصري السوداني، واللذان يريدان التدخل لتقرير مصير السودان وعلاقته بمصر، في محاولة ﻹحداث فتنة بين شعبي وادي النيل، على حد ذكره، ليقابل عبد الناصر هذا التدخل السافر بخفة دم المصريين المعهودة: "مستقبل مصر والسودان من تقرره مصر والسودان، وهما اتخلقوا حاجة واحدة. مصر في الشمال والسودان في الجنوب. مش هيعزلو، مفيش واحدة فيهم هتروح أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية".


السخرية من الإخوان 
يقول عبد الناصر إنه بعد محاولة من الدولة التصالح مع جماعة الإخوان، بشرط أن تسير على الطريق الصحيح، طلب منه مرشد الجماعة وقتها أمرين، أولهما أن تلبس جميع النساء الحجاب والثاني أن يسير الناس في النهار فقط دون الليل.


وفي رد علت فيه ضحكات الحاضرين قال له جمال عبد الناصر: "يا أستاذ انت عندك بنت في كلية الطب مش مش لابسة طرحة".


مداعبة الجماهير
وفي موقف آخر يعكس الروح الخفيفة التي تمتع بها الزعيم "كما يلقب"، حيث يستعرض همته في الإصرار على الثورة والإصلاح رغم استقرار حالته وعدم تأثرها بالوضع القائم حينها، فيقول: "أنا كنت ضابطا كبيرا في الجيش وعندي عربية مكنتش محتاج حاجه وعندي أولاد، ليقاطعه أحد الحاضرين في صوت مميز "ربنا يخلهملك"، ليدخل عبد الناصر في وصلة من الضحك مع جميع الحاضرين ويقول "ما كفاية بقا".