قال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إنالهجرة النبوية فرقت بين الحق والباطل وغيرت مجريات الحياة، ولم تكن إلا بإرادة ربانية، فرب العزة أرادها وعلم بها النبي -صلى الله عليه وسلم- في بالهجرة في مقتبل الدعوة.
وأضاف «هاشم» في تصريح له، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يعلم أنه سيهاجر قبل أن تفرض عليه الهجرة النبوية، لأن الأنبياء -عليهم السلام- من قبله هاجروا.
وأشار إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- حينما أمر الله تعالى بالهجرة النبوية ألقى نظراته الحانية بدموع رجراجة إلى مسقط رأسه مكة وقال صلى الله عليه وسلم - مخاطبًا مكة حين وداعها، في يوم فتح مكة: «مَا أَطْيَبَكِ من بَلَدٍ، وَأَحَبَّكِ إليَّ! وَلَوْلاَ أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ؛ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ».
وأكد أن الله تعالى بشر النبي -صلى الله عليه وسلم- بالعودة مرة أخرى إلى مكة وأنه سيفتحها، مستشهدًا بقول الله تعالى: «إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ» (سورة القصص: 85).
ولفت إلى أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- شاهد الهجرة النبوية في رؤيا منامية قبل أن يفرضها الله عليه وعلى المسلمين، منوهًابأن الله تعالى جعل الرسول -صلى الله عليه وسلم- يرى الهجرة من قبل أن تتم في رؤيا منامية، وأخبره بالدعاء الذي سيقوله عند دخول المدينة، كما ورد في قول الله تعالى: «وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا» (سورة الإسراء: 80).
واستدل على الرؤيا المنامية للهجرة النبوية، بما روي عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رَأَيْتُ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أُهَاجِرُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى أَرْضٍ بِهَا نَخْلٌ فَذَهَبَ وَهَلِي [أي ظني] إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَةُ أَوْ هَجَرُ فَإِذَا هِيَ الْمَدِينَةُ يَثْرِبُ ..» رواه البخاري (3352) ومسلم (4217).