الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

محمد حسن يكتب: سد الطريق أمام أردوغان ينهي داعش

صدى البلد

أردوغان رئيس حزب العدالة والتنمية هو الأب الروحي لداعش.. تلك حقيقة أصبحت واضحة للجميع كوضوح الشمس . تقوم تركيا تحت مظلة الدولة الإسلامية وبذريعة دعم الفكر الإسلامي بحشد المجموعات الجهادية والمتطرفة حولها, وباحتضان الآلاف منهم لديها ومن ثم أرسلتهم إلى سوريا والعراق. فكانت بهذا تستخدم داعش للسيطرة على المنطقة, ولم يكن التحرك والتوسع  الذي تقوم به داعش الا وفقًا للخريطة التي رسمها أردوغان في الميثاق الملّي , ولولا أن داعش هزم, لوّجهتهم الدولة التركية نحو  المناطق التي تتوجه أنظار أردوغان والدولة التركية نحوها الآن والتي ينشر فيها الفوضى  واللااستقرار ويجرها للحرب بقواته وعتاده وما كانت لتتدخل هي بشكل مباشر, لكن الدولة التركية الآن باشرت التدخل بنفسها بعد هزيمة داعش في كوباني على يد الكرد ووحدات حماية الشعب والمرأة.


وأصبح المشهد بعدها واضحًا, فكلما مُنِي داعش بخسارة في المناطق الخاضعة لسيطرته على يد القوات الكردية وبدعم من التحالف الدولي, كان أردوغان يشتاظ غضبًا. وما حملته المزعومة المسماة ( تحرير منبج) إلا دليلا على ذلك, حين لبى نداء داعش ودخل سوريا .لكن دون جدوى، فما كان لأردوغان أن يوقف هزيمة داعش.  


في كل مرة كان الخناق يضيق على داعش وتنحسر مناطق سيطرته, كانت الدولة التركية تبحث له عن أماكن بديلة, فوجهتهم نحو صحراء سيناء وأرادت بذلك تهديد أمن واستقرار مصر, ووجهتهم نحو ليبيا واستخدمتهم ضد المشير خليفة حفتر ومؤيديه من الشعب الليبي كذلك ,لكن حين ضاق الحال بداعش أكثر, توجهت الدولة التركية نحو عفرين واحتلتها واحتلت بعدها سري كانيه وكري سبي وقامت بتوطينهم هناك.


ولكي تضغط تركيا على روسيا- حيث طلبت الأخيرة منها إخراج الجماعات المتطرفة من إدلب - حولت وجهة الجماعات المتطرفة وبينهم عناصر من داعش نحو كاراباخ واستخدمتهم في حربها ضد أرمينيا.

 
وبهذا وفي جميع المناطق التي ذكرناها تتكشف رويدًا رويدًا مخططات رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان.
وفي هذا الصدد حذرت جهات عدّة ومن ضمنها قيادات في مناطق شمال وشرق سوريا من أن الدولة التركية وزعيمها أردوغان وما تقوم به من ممارسات وانتهاكات آخرها احتلالها لعفرين وسري كانيه وكري سبي تهدف من خلالها إلى توطين داعش في تلك المناطق واستخدامه لها مستقبلًا لتهديد أمن واستقرار مناطق أخرى. 


وما شهدناه منذ أيام في الخامس والعشرين من الشهر الماضي, في المظاهرات التي أقيمت في المناطق المحتلة من شمال سوريا في سري كانيه ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون  خير دليل على ذلك, حيث ظهر داعش الذي ضمته الدولة التركية إلى ما يسمى الجيش الوطني السوري حاملًا راياته السوداء وبعدها بأيام  رُفعت رايات داعش في مركز مدينة عفرين المحتلة! 


ما حصل منذ أيام ليس محض صدفة, إنها رسائل يوجهها أردوغان لكل من يقف ضد مخططاته في إعادة إحياء الدولة العثمانية الجديدة. رسائل موجهة لصحراء سيناء ومصر, للمشير حفتر و مؤيديه, لدول أوروبا وعلى رأسها فرنسا, لكاراباخ وأرمينيا ولكل الشعوب التي تتوق للعيش وفق ثقافتها,مفاد هذه الرسائل: ( سأسلط عليكم داعش وأهدد أمنكم واستقراركم).


وحول ظهور وإعلاء رايات داعش وتحركات رئيس حزب العدالة والتنمية أردوغان, غردت فوزة يوسف, قيادية في شمال وشرق سوريا عبر حسابها على تويتر: " إن رفع أعلام داعش في كل من سري كانيه وعفرين المحتلتين من قبل تركيا وقتل مدنيين فرنسيين بعد تهديد أردوغان ليس محض صدفة، أردوغان يضع أوروبا أمام خيارين؛ إما داعش أو الاستسلام لمخططاته وأطماعه" .


ختامًا، ما أود قوله هو أن هزيمة داعش والخطر الذي يهدد به أردوغان العالم موجود في شمال وشرق سوريا في المناطق التي تحتلها تركيا في سري كانيه وعفرين وإدلب. فمثلما اتخذ داعش من مدينة الرقة مركزًا و عاصمة له عام 2015, يفعل الآن في كل من سري كانيه وعفرين . فمن يبحث أو يود إنهاء داعش, فعليه بتلك المناطق فهناك يقبع مفتاح الحل .