EN 
أشجار على جانبي الشوارع، حدائق واسعة، فيلات وقصور متناثرة أغلبها ذات مرجعية تاريخية، تشعرك كأنك تتجول في إحدى مدن ريف إنجلترا، بيد أن هذه المنطقة تقع في حي شرق الإسكندرية، التي تزخر بأحيائها العريقة، وشوارعها القديمة، ولكل شارع حكاية، وكل حي قصة ورواية.
ورغم أن أسماء الأحياء غالبًا تعكس المستوى الاجتماعي للمكان، فإن منطقة "كفر عبده" العريقة، تعتبر إحدى أرقى أحياء الإسكندرية، وتتبع نظام الجاردن سيتي المعماري، ولذلك لا تنطبق عليها هذه المقولة، حيث يقطنها النخبة والصفوة بعروس البحر الأبيض المتوسط، بالإضافة إلى العديد من الأجانب المقيمين في الثغر، وحتى وقت قصير كان مقر القنصل البريطاني بالإسكندرية في "كفر عبده"، قبل قرار الغاء القنصلية، والاكتفاء برمزية المكان.
ومن المتعارف عليه أن الكفر يطلق على بعض التجمعات في الريف، وليس الحضر، ولكن من المثير للدهشة أن منطقة "كفر عبده" تُعتبر من أكثر أحياء الإسكندرية رقيًا، وأكثرها عراقة، حيث تنتشر الفيلات والقصور على جانبي الحي، ولأغلبها مرجعية تاريخية.
أقرأ أيضًا:
تتبع منطقة "كفر عبده" إداريًا حي شرق الإسكندرية، في المنطقة الواقعة بين سيدي جابر ورشدي، وتقع على هضبة مرتفعة عن الأحياء المجاورة؛ إذ كانت المنطقة مخصصة لمعسكرات ومخيمات الجنود البريطانيين بالمنطقة قبل اتفاقية 193.
وكان المندوب السامي البريطاني «كيتشنر» يمتلك فيلا بالمنطقة، وتنتشر بها القصور التاريخية التي يزخر بها الحي، مثل قصر الأميرة فايزة، شقيقة الملك فاروق، وقصر قرداحي، الذي يرجع تاريخ بناءه إلى بدايات القرن العشرين، وبالتحديد عام 1905، وتم تشييده على يد أشهر المعماريين الإيطاليين ألدو ماريللي.
سبب التسمية
في البداية كانت هذه المنطقة يطلق عليها اسم "المارشال اللنبي"، المندوب السامي البريطاني على مصر إبان الاحتلال البريطاني، ثم تغير الاسم إلى كفر عبده، حيث قررت حكومة الوفد في عام 1951 بتغير اسم المنطقة التي يقطن بها القنصل البريطاني من اللنبي إلى كفر عبده، تمجيدًا لحي "كفر أحمد عبده" بالسويس، والذي قامت القوات الإنجليزية بعد توقيع اتفاقية الجلاء بهدمه تمامًا، وإخلائه من السكان، لتشق لها طريق مباشر يصل إلى المعسكرات الإنجليزية دون أن تتوسطه مساكن الأهالي، من أجل تأمين توريد المياه إلى هه المعسكرات.
وصدر المرسوم الملكي من الملك فاروق الأول عام 1951 بتغير اسم المنطقة إلى "كفر عبده" نكاية في الإنجليز، بعد ما فعلوه في هذا الحي بمدينة السويس، عقب جلاء قواتهم من جميع مدن مصر وتمركزهم في مدينة السويس.
أشهر القصور
قصر قرداحي
يرجع تاريخ بناء القصر إلى عام 1905، وتم تشييده على يد المعماري الشهير الإيطالي ألدو ماريللي، وهو نفس المعماري الذي شيد قسم باب شرق بشارع أبوقير.
كان القصر مملوكًا لمواطن ألماني مقيم بالثغر، وتم تشييده على الطراز النيو كلاسيكي، ولكنه لم يسكن في القصر بسبب الحرب العالمية الأولى، وبعدها تم عرض القصر للبيع، فاشتراه الشامي "جورج قرداحي" تأجر قطن ليسكن فيه مع أسرته.
قصر الأميرة فوزية
قصر معماري قديم بتصميم رائع، عاشت فيه الأميرة فوزية مع زوجها الثاني إسماعيل شيرين، وولديها نادية وحسين، في الوقت الذى كانت تعيش فيه ابنتها من زوجها الأول، شاهيناز محمد رضا بهلوي في إيران.
ميدان سان جيني
يعتبر ميدان "سان جيني" أحد أقدم الميادين وسط كفر عبده، وأطلق عليه اسم المهندس المعماري الذي كتب كتاب تخطيط مصر، حيث كان يسمى في البداية ميدان إيزيس، نظرا لوجود تمثال إيزيس يتوسط الميدان.
