EN
تزخر محافظة القاهرة بتراث وتاريخ يضم كوكبة من العلماء والمفكرين والأدباء والمثقفين والشخصيات التاريخية والأبطال، ولكي يظلوا في أذهان الأجيالالجديدة أطلقت الدولة أسماءهمعلى شوارع وميادين العاصمة.
وحكاية اليوم تشمل شارعمصطفى الرافعي بالنزهة، فالكثير يمر من خلاله ولكن البعض فقط يعرف تاريخه، فمن هومصطفى الرافعي؟
مصطفى الرافعي هومصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري، وهو أحدأعلامالأدبولد فييناير سنة 1880 ، يعود نسبه إلى الخليفة عمر بن الخطاب.
تولى والدالرافعيمنصب القضاء الشرعي في كثير من أقاليم مصر، وكان آخر عمل له هو رئاسة محكمة طنطا الشرعية، أما والدته فكانت سورية الأصل وتزوجت من والده وعاشا في بهتيم بالقليوبية.
بدأ الرافعي حياته العلمية من المدرسة الابتدائية في دمنهور، حيث كان والده قاضيا بها، وحصل على الشهادة الابتدائية بتفوق ثم أصيب بمرض التيفود جعله يجلس في المنزل عدة شهور وخرج من هذا المرض مصابًا في أذنيه.
عاد إلى حياته من جديد بعد المرض، ولكن كانت آثاره الجانبية ما زالت موجودة ولم يستطع إكمال تعليمه، حيث فقد سمعه نهائيا في الثلاثين من عمره.
الرافعي لم يستكمل تعليمه، فقد توقف عندالشهادة الابتدائية، مثل العقاد، فكلاهما لم يحصل على شهادة غير الشهادة الابتدائية، وبالرغم من فقده للسمع، فقد كان الرافعي من أصحاب الإرادة الحازمة القوية فلم يعبأ بالعقبات؟
لم يستسلم الرافعي للمرض والصم اشتد عزمه وأخذ نفسه بالجد والاجتهاد، وتعلم على يد والده إلى أن تكون فيه أديبا كبيرا وأثرى الرافعي الأدب العربي بالعديد من التحف الادبية.
احتفل الرافعي بصدور ديوانه الأول عام 1903 ولاقى إعجاب جميع شعراء عصره وعلى رأسهم البارودي، ولكنه سرعان ما ترك الشعر وتوجه إلى النثر وبرع فيه وكتب العديد من الخرافات مثل" أوراق الورد"، "حديث القمر"، "تحت راية القرآن"، "إعجاز القرآن والبلاغة النبوية".
كان الرافعي من أنصار الأدب القديم، حيث رفض تجدد الأدب وكان يدعو دائما إلى التمسك بالتقاليد الأدبية والبعد عن المعاصرة، ومن أشهر قصائده "اسلمي يا مصر" التي كانت النشيد الوطني المصري منذ عام 1923 وحتى عام 1936.
توفي مصطفى صادق بن عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي العمري فيعام 1937، بعد أدائه صلاة الفجر في منزله.
