الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الحرب أهلكت نصف مليون.. الصين: نرفض التدخل الغاشم في سوريا ونبحث عن حل سياسي

وزير الخارجية الصيني
وزير الخارجية الصيني خلال لقائه الرئيس الاسد في دمشق

كشف مستشار دولة الصين وزير الخارجية وانج يي عن الهدف من زيارته إلى سوريا بعد 12 عاما من الزيارة الأولى، مؤكدا أنها جاءت لبعث رسالة واضحة مفادها بأن الصين تدعم جهود سوريا حكومة وشعبا في صيانة سيادتها واستقلالها وكرامتها الوطنية ورفض التدخل الخارجي وسياسة القوة. 

وقال وزير الخارجية الصيني، في تصريحات لوسائل الإعلام الصينية عقب جولته إلى الشرق الأوسط والتي شملت مصر وسوريا والجزائر “التقيت بالرئيس بشار الأسد ونظيري فيصل المقداد، وطرحت المبادرة الصينية، ذات النقاط الأربع لحل المسألة السورية التي تؤكد على عدم انتهاك مبدأ السيادة والاستقلال وعدم التريث في تخفيف حدة الأزمة الإنسانية وعدم التراخي في مكافحة الإرهاب وعدم الانحراف عن مسار التسامح والمصالحة، مما لاقى تفهما ودعما من سورية والدول الأخرى في المنطقة”.

وأضاف وانج يي، يصادف العام الجاري الذكرى العاشرة لاندلاع الأزمة السورية، وعلى مدى السنوات الـ 10 الماضية، ظل الشعب السوري يقف في الجبهة الأمامية الأولى لمكافحة القوى الإرهابية الدولية وقدم تضحيات جسيمة في هذا الصدد، فيجب أن يكون ذلك محل الاعتراف والتقدير من قبل المجتمع الدولي. 

وشدد وزير الخارجية الصيني على أن الإرهاب عدو مشترك للبشرية، ولا يجوز إطلاقا ممارسة المعايير المزدوجة في مكافحته، وإلا، سنجد أن الآخرين سيتضررون من هذه الممارسة وسيتضرر منها من مارسها.

وتابع قائلا: لا يجوز أن تستمر الأزمة السورية، لأن الحرب قد أودت بحياة أكثر من 500 ألف شخص، وأدت إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، وهناك أكثر من 13 مليون شخص في حاجة إلى المساعدات الإنسانية، ويتجاوز حجم الخسائر الاقتصادية 400 مليار دولار أمريكي، وانخفض إجمالي الناتج المحلي السوري بنسبة 60% عما كان عليه قبل 10 سنوات. 

واستطرد: أثبتت الحقائق من جديد أن سياسة القوة تشكل تهديدا خطيرا لعالم اليوم، وهي عدو مشترك لشعوب العالم، مطالبا المجتمع الدولي أن يستخلص دروسا من هذه التجارب ويعمل على رفض قاطع للتنافس الجيوسياسي بين الدول الكبرى انطلاقا من الحرص على رفاهية الشعب السوري واستعادة الاستقرار في المنطقة.

 وأشار مستشاد دولة الصين ألى ضرورة وجود حوار يتسم بالتسامح لإيجاد حل سياسي يضمن الأمن والأمان الدائمين في سوريا من خلال تنفيذ القرار رقم 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي وعلى أساس احترام سيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها.

وشدد مرة أخرى على أنه لا يجوز تكرار مأساة سورية، قائلا إن “انتهاك سيادة الدول الأخرى تحت غطاء الإصلاح الديمقراطي لن يتلقى دعما من الشعب، والتحريض على ثورة ملونة وتغيير النظام بقوة عمل يلحق بأضرار لا حصر له، في حين يقلق أبناء الشعب السوري على ربطة الخبز نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة عليهم تتحدث بعض الدول مطولا عن حماية حقوق الإنسان في سوريا، وهذا لا يكشف إلا عن النفاق لهذه الدول” 

وكرر طلبه للمجتمع الدولي بأن يحث الولايات المتحدة والدول الغربية على الرفع الفوري لجميع العقوبات الأحادية والحصار الاقتصادي المفروضة على سوريا، ويعمل بعد ذلك على فتح جميع القنوات لتسيير المساعدات الإنسانة والإسراع بعملية المساعدة الإنسانية عبر خط وقف إطلاق النار وزيادة شفافية عمليات الإغاثة عبر الحدود على أساس احترام السيادة السورية.

وقال وزير الخارجية الصيني أن بلاده تلتزم بصيانة سيادة جميع الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، وأن لم تكن سوريا مستثناة، مضيفا “نرفض تدخلا غاشما في الشؤون الداخلية السورية، ونبذل جهودا حثيثة لإيجاد حل سياسي للأزمة، حيث قمنا بتعيين مبعوث خاص للحكومة الصينية للمسألة السورية على وجه الخصوص، وقدمنا دفعات من المساعدات الإنسانية إلى سوريا” 

وتابع “يحرص الجانب الصيني على العمل مع المجتمع الدولي على مواصلة تقديم مساهمات مطلوبة في استعادة الاستقرار وإعادة الإعمار في سوريا”.