الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

شبرا مصر.. أنشأها الوالي محمد علي حيًا للأمراء والأعيان..ما هو أصل التسمية؟

صدى البلد

"أحمد حلمي اتجوز عايدة، كتب كتابه الشيخ رمضان، جابوا الشمع من العطار، رقصت لهم فيكتوريا".. أغنية للمطرب الشعبي الراحل شعبان عبد الرحيم، يحفظها كل شبراوي عن ظهر قلب ويدندن بها من آن لآخر، وتتحدث عن أشهر مناطق شبرا، ذلك الحي العريق الذي قدم لمصر والوطن العربي رموزا في مختلف المجالات.

 

في حب شبرا

شبرا كلمة قبطية معناها عزبة أو الكوم أو التل، وكانت عبارة عن جزيرة وسط النيل، أُطلق عليها جزيرة الفيل، وبفعل عوامل التعرية؛ اتصلت الجزيرة بالأرض، لتصبح أرض شبرا مصر - كما يحلو للبعض تسميتها - هي أكبر أحياء القاهرة سكانا، وتقع في شمال القاهرة، ولم تكن في الأصل جزءا من القاهرة كما هو حالها اليوم.

 

 

في قلب القاهرة تزخر بالحياة والمشاهير

حى شبرا كان يشتهر قديما بأنه حى الفنانين، حيث كان يسكن فيه الفنان الكوميدى علي الكسار، والرائعة ماري منيب، وحفيدها المطرب الراحل عامر منيب، محرم فؤاد، سعاد نصر، وائل نور، سراج منير، بليغ حمدى، وسكنه الموسيقار سيد درويش، والسندريلا سعاد حسني.

كما سكنه محمود المليجي، نجيب الريحاني، حسن فايق، إستيفان روستي، فايزة احمد، سامي العدل، فاروق نجيب، ميمي جمال وزوجها حسن مصطفي، سيمون، الدكتور ابراهيم ناجي، المستشار مرتضى منصور، الذي لايزال مكتبه بها، الكابتن طاهر ابو زيد، مصطفي يونس، الشاعر احمد حلمي، وحفيده الشاعر صلاح جاهين، يوسف شعبان، توفيق عبدالحميد، احمد عبدالعزيز، ياسر جلال، وشقيقه رامز جلال، داليا مصطفي، محمد نجاتي، ماجد الكدواني، نشوى مصطفي، بوسي، وأختها نورا، نبيلة عبيد، أحمد ماهر، وابنه محمد أحمد ماهر، حنان شوقي، مدحت صالح، ماهر العطار، محمد محيي، هشام عباس، ابراهيم نصر، والمخرج خيرى بشارة.

وولدت به المطربة العالمية الراحلة داليدا، التى ذكرت ذلك فى إحدى أغنياتها بالعربية "أحسن ناس".
 

 

شبرا مصر أنشأها محمد علي باشا

أسس شبرا مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا عام 1809، حيث قرر في أحد الأيام بناء قصر على النيل فى مكان هادئ ومريح، فاختار له مهندسوه هذا المكان، وأمر محمد علي بشق شارع مستقيم من قصر عابدين إلى قصر شبرا، وأمر بزراعة أشجار الجميز والمانجو على جانبيه، ثم أمر بحفر ترعة لرى أشجار شارع شبرا وحدائق القصر، وكانت هذه الترعة البولاقية الشهيرة في شبرا.

كان الشارع يمر بقريتين صغيرتين قبل أن يصل إلى قصر شبرا، وهما جزيرة بدران، ثم منية السيرج (قرية مشهورة بصناعة زيت السمسم المسمى زيت السيرج).

 

أشهر شوارع حي شبرا

- شارع البعثة.. سمي بهذا الاسم لتمركز بعثة الرهبان الكاثوليك فيه.
- شارع العطار.. هو فى الأصل عزبة الحاج "محمد هرمس" كبير العطارين، وورث ابنه ايوب المهنة عن والده، وصارت المنطقة التى بنى فيها بيته هى أرض أيوب.
- شارع قبة الهواء.. هو ضمن أبعادية قصر قبة الهواء.
- شارع طوسون.. أو مصنع الخنازير، وكان يضم قصر حريم عمر طوسون باشا.
- أحمد حلمى: هو الشاعر والكاتب المعروف، وأول رئيس تحرير لجريدة الوفد، وجد صلاح جاهين. 
- شارع الشيخ رمضان على الصعيدى، من الدراويش المشهورين في هذه المنطقة.
- فيكتوريا.. أرض قصر فيكتوريا الفرنسية خليلة أمير الجيوش خمارويه.

 

سكن الأعيان بأمر الباب العالي

وأمر محمد علي، الأعيان والأمراء ببناء قصور لهم في ضاحية شبرا، وكان شارع شبرا في هذا الوقت أوسع شارع فى مصر، وكان الأمراء والأميرات يتنزهون على ظهور الخيل وعربات السوارس، وكان أول من بنى قصر له فى المنطقة، هو الأمير "حيدر دولتيان" وهو الآن مدرسة الخلفاوى بنات بشارع دولتيان حاليا، ثم تبعه أمير الخزانة "عبد الرحمن الخازن دار" الذى بنى قصراً ومسجداً "القصر اليوم هو كنيسة سانت تريزا"، ثم بنى محمد علي قصراً لأخته الأميرة "أنجه هانم".

استمر الأعيان فى بناء القصور لكن أشهرهم، هو قائد جيوش السلطان سليم أحمد خمارويه، وفي عام 1849 أرسل الخديو اسماعيل أمراً إلى المريدي باشا محافظ القاهرة بأن يجد مكاناً لإقامة دولة الأمير طوسون، ابن سعيد باشا والي مصر، فأهداه قصر النزهة الأميرى على طريق شارع شبرا "مدرسة التوفيقية حالياً"، وكذلك الأراضى حوله وسميت المنطقة طوسون.
كان للأمير طوسون خادم أرمنى اسمه برنار شيكولانى، أنعم عليه الأمير بقصر بجواره، وهو الآن مدرسة الاستقلال، كذلك بنى الأمير عمر طوسون عام 1886 قصراً جميلا قائما حتى الآن وتحيط به 4 مدارس "شبرا الثانوية، قاسم أمين الاعدادية، حسنى مبارك الثانوية بنات، مدرسة روض الفرج".

 

توافد التجار على شبرا

كان تجار الجمال والمواشى يتوافدون من الدلتا للتجارة فى هذه السوق، وكان عليهم عبور النيل للوصول إلى السوق، أما الطريقة الوحيدة لعبور النيل فى هذه المنطقة
فكانت معديات "جسر البحر" بالقرب من الشارع الذى يحمل هذا الاسم الآن، وكان الحى فى منتهى الروعة حتى أطلق عليه سكان القاهرة "عزب البكوات".