مصر شريان الغاز.. ماذا يعني توقيع مذكرة تعاون بين القاهرة وإسرائيل والاتحاد الأوروبي؟

وقع المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية وكاترين  الحرار وزيرة الطاقة الإسرائيلية وكادرى سيمسون مفوضة الطاقة والمناخ بالاتحاد الأوروبي بحضور اورسولا فون ديرلاين رئيس المفوضية الأوروبية مذكرة تفاهم ثلاثية بشأن التعاون فى مجال تجارة ونقل وتصدير الغاز الطبيعى بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي  تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط.  

وأوضح المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية أن التوقيع اليوم يمثل خطوة هامة جداً فى مسيرة بناء المنتدى التى بدأت منذ 4 سنوات وهي خطوة يمكن البناء عليها فى تحقيق المزيد من التعاون بين الدول الأعضاء والمشاركة فى منتدى غاز شرق المتوسط  ومنها الاتحاد الأوروبي.

توقيع مذكرة تعاون في التجارة وتصدير الغاز بين مصر وإسرائيل والاتحاد الأوروبي|تفاصيل

وزير البترول يعقد اجتماعاً مع مستشار الرئيس الفلسطيني للشئون الاقتصادية

فوائد اقتصادية كبرى لمصر

ومن خلال ذلك التوقيع تستفيد مصر من ثلاث نقاط مباشرة، أولهما هو الاستفادة من البنية التحتية للقطاع بمصر، ونقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر مصر، ومن ثم تحصيل قيمة ذلك النقل، وثانيا الاستفادة من مصانع الغاز حيث سيتم تحويل الوقود إلى غاز طبيعي مسال في مصانع المعالجة في مصر قبل شحنه إلى الاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الذي سيضيف عائدا ماديا آخر على الاقتصاد المصري، وثالثا سيساعد الأمر على مد أوروبا من الغاز المصري الفائض بين الإنتاج والاستهلاك.  

مصر شريان الغاز لأوروبا 

وتأتي مذكرة التفاهم، كفرصة للدول الموقعة عليها في ظل الأزمة الكبرى التي حدثت عقب الحرب الروسية في أوكرانيا، خاصة وأن أوروبا تستورد 40% من الغاز من روسيا فقط.

وتُرسي مسودة الاتفاق مبادئ تعزيز التعاون بين الأطراف الثلاثة لكنها لا تحدد كمية الغاز التي يعتزم الاتحاد استيرادها أو أي جدول زمني للتوريدات، وتشير المسودة إلى أن الاتفاق سيشمل استخدام البنية التحتية للغاز الطبيعي المسال في مصر، موضحة تخطيط الدولة كي تصبح مركزًا إقليميا للغاز الطبيعي.

ويستمر العمل بمذكرة التفاهم 9 سنوات منذ تاريخ التوقيع وفقا لوثيقة نشرتها رويترز عن المذكرة، لكن هذا الجزء يأتي مكتوبا داخل قوسين في إشارة إلى أنه أكثر عرضة للتغيير من غيره.  

زيادة صادرات مصر من الغاز لأوروبا 

وتُصدّر مصر بالفعل كميات صغيرة من الغاز للاتحاد الأوروبي ومن المتوقع أن تُزيد الإنتاج والتصدير في السنوات المقبلة، وصدّرت مصر 8.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال العام الماضي و4.7 مليار متر مكعب في الأشهر الخمسة الأولى من 2022، وفقا لبيانات رفينيتيف أيكون، وإن كان أغلبه يذهب إلى آسيا.

واستورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا العام الماضي أي ما يمثل حوالي 40% من إجمالي استهلاكه.

وبموجب مذكرة التفاهم ستتمكن مصر من شراء بعض الغاز المنقول إلى الاتحاد الأوروبي أو دول أخرى عبر البنية الأساسية المصرية حسبما ذكرت الوثيقة التي قالت أيضًا إن مصر يمكنها استخدام هذا الغاز محليًا أو تصديره. 

منتدى غاز شرق المتوسط

وقال الدكتور أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، في تصريحات له أمس،  إن الأزمة العالمية تلقي بظلالها على العالم أجمع والتي سيترتب عليها رفع أسعار الغذاء والتأثير على سلاسل الإمداد، أنه لابد من رفع القبعة للحكومة المصرية لإنشائها منتدى غاز شرق المتوسط، الذي جمع اللاعبين الرئيسيين المنتجين للغاز.

وتابع أن تدشين هذا المنتدى في مصر؛ يمثل إنجازًا كبيرًا للدولة المصرية، لافتًا إلى أن مصر ودول أخرى من المنتجة للغاز لها مصلحة في هذا المنتدى؛ وتوجيه هذا الغاز لسد الفجوة في أوروبا سيكون مؤثر جدًا ولابد من وضع مصلحة الشعوب فوق كل شيء.

ولفت إلى أن مصر لديها موقف حكيم بعيدًا عن النزاعات؛ والشعوب هي التي تدفع ثمن الأزمات العالمية في الغذاء، لافتًا إلى أنه لابد من العمل على خفض التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وهناك دولاً تبحث عن عمل مشروعات ربط كهربائي مع مصر، مؤكدًا أن مصر لها مصلحة لاستخدام بنيتها الأساسية وخبرتها الممتدة لأكثر من 130 عامًا؛ لتصدير الغاز الخاص بها، أو غاز الدول المجاورة مثل قبرص وإسرائيل. 

إنتاج مصر من الغاز الطبيعي يومياً 

وأكد وزير البترول الأسبق خلال تصريحاته، أن إنتاج مصر من الغاز حاليًا، يقترب من 7 مليارات قدم مكعب، لافتًا إلى أن مصر والجزائر فقط من تملكان محطات لإسالة الغاز؛ حيث لا توجد بنية أساسية في دول حوض المتوسط لبناء محطات إسالة الغاز. 

قالوا عن التوقيع 

وأوضحت كاترين الحرار”وزيرة الطاقة الإسرائيلية، أن التوقيع الذى تم  مع مصر والمفوضية الأوروبية، يمثل رسالة مهمة لنجاح التعاون تحت مظلة المنتدى  الذى يؤكد على دوره المحورى فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة لأوروبا ، وأن التعاون المثمر  يُمكن من تحقيق الاستغلال الأمثل لإمكانيات المنطقة ويدعم دور مصر وإسرائيل كلاعبين مهمين فى سوق الغاز.

وأعربت أورسولا رئيس المفوضية الأوروبية عن سعادتها بحضور هذا التوقيع الذى يمثل فرصة للجميع فى التعاون وخاصة أن توقيع المذكرة يأتى فى وقت صعب للاتحاد الأوروبي الذى يبحث عن تأمين مصادر موثوقة لإمدادات الطاقة فى ظل المتغيرات الحالية التى نشهدها.

و لفتت إلى أن التعاون بين دول شرق المتوسط فى البنية التحتية ، وأن هذا الاستثمار الكفء سيؤكد على تنفيذ مشروعات الطاقة وتوفير موارد جديدة للطاقة ومتوازنة للمستهلكين، مشيرة إلى أهمية موارد الطاقة النظيفة والتوسع فى استخدام الهيدروجين باعتباره طاقة المستقبل.

كما أوضحت أن الاتحاد الأوروبي يتعاون حالياً فى تطوير استراتيجية الهيدروجين فى مصر وسيتم إطلاقها فى COP 27 لاستفادة شعوب دول العالم.