الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أهالي قرية إقليت بأسوان يحتفلون بليلة مولد الشيخ فوزي الجندي

جانب من الحفل
جانب من الحفل

شهدت قرية إقليت التابعة لمركز كوم أمبو شمال أسوان تواجد أهالى القرية والقرى المجاورة لها من المريدين والمحبين بالطرق الصوفية لإحياء ليلة مولد العارف بالله الشيخ فوزى الجندى، من أبناء الطريقة النقشبندية، وذلك داخل "خيمة السبيعات" ليحتفل الجميع بليلة المولد التى لا تخلو من القصائد والمدائح وتلاوة القرآن بجانب تقديم الأطعمة والمشروبات وانتشار ألعاب الأطفال وغير ذلك من مظاهر الاحتفال بالمولد.

وحول تفاصيل ليلة المولد تحدث أهالى القرية عن تفاصيل الاحتفال بليلة الشيخ الجندى، ومنهم محمود مصطفى، شاب يبلغ من العمر 21 سنة، وكان يقف فى أحد زوايا ساحة المكان المخصص للاحتفال ، وينتشر من حوله تجمع للشباب يزيد عددهم عن 15 شاباً يساعدون بعضهم البعض لتقديم الطعام والمشروبات لضيوف الاحتفال، وأخذ ينادى الشاب محمود على زملائه أحمد صالح وعبد الله عمران لتناول ما تم إعداده من طعام للضيوف.

ذبح الذبائح

وأشار الأهالى إلى أنه يتم الاستيقاظ مع الفجر، ويتم ذبح الذبائح وإعداد الولائم وطهى الطعام من أول النهار حتى يكون جاهزاً لتقديمه إلى الضيوف مع حلول المساء، وهنا يشترك نحو 15 شاباً فى تجهيز ما يسمى بـ"صوانى" الطعام وتقديمها للضيوف الذين يتجمعون داخل "خيمة السبيعات" وسط تنظيم وتوزيع للأدوار بين المشاركين.

فيما أكد الشيخ إبراهيم محمد الجندى خادم بيت الحضرة المحمدية الأحمدية بالجمهورية أن ليلة الاحتفال مولد العارف بالله الشيخ فوزى الجندى في قرية إقليت بمحافظة أسوان، افتتحت بتلاوة القران الكريم بالإضافة إلى إلقاء المحاضرات الدينية والتى حاضر فيها الدكتور محمود حربى، أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة، والدكتور سعد محمد على، أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية جامعة الأزهر بالقاهرة، وغيرهم. 

الفرحة عمت

وأن الفرحة عمت على أهالى القرية جميعاً في ليلة الاحتفال لما تتضمنه من إنشادٍ ديني للشيخ أحمد راشد والشيخ محمد صالح عثمان الشهير بـ"العاشق" ومحمود أبو صغير مداح إدفو، يرق له القلوب ويجعل الأحباب وأتباع الشيخ يتفاعلون مع ذلك حتى يعم الإخلاص والصدق في الإيمان بين الجميع.

وأوضح الشيخ إبراهيم محمد الجندى أن سبب إقامة هذه الليلة في قرية إقليت بمحافظة أسوان، بالتزامن مع شهر رجب من كل عام، هو أن الشيخ فوزى الجندى رحمه الله كان يحب السياحة الدينية واللقاء بالصالحين في كل مكان، وكان من ضمن البركة أنه زار "إقليت" عن طريق "مصطفى باغر" منذ حوالى 10 سنوات وأقام احتفالاً دينياً يتضمن وعظ وإرشاد وذكر وغيرها، وبعد وفاته أصر أهل القرية على إقامة هذا المولد والاحتفاء به في كل عام. 

وتعد ليلة الشيخ العارف بالله فوزى الجندى، هى إحدى الليالى السنوية التى تقام في قرية إقليت ويمتد الاحتفال بها لنحو 4 ساعات تبدأ من بعد صلاة العشاء والانتهاء من إطعام الضيوف إلى منتصف الليل تقريباً متحدين بذلك برودة الطقس وبُعد المسافة على بعض الضيوف، ليحيون هذه الليلة بذكر الله وإنشاد القصائد والمدائح الدينية.

وقال عوض طاهر من أهالى إقليت بأسوان بأن أبناء الطرق الصوفية من خارج القرية يبدءون في التوافد على مكان الاحتفال عن طريقة ما يسمى بـ"الطائفة" وهم مجموعة من أبناء الطرق الصوفية يتقدمهم شيخهم ويدخلون للمكان وهم يرددون المدائح والقصائد المختلفة، لافتاً إلى أن من ضمن هذه الطوائف التى حضرت: "الشيخ أحمد أبو ركابى من نفس القرية، والشيخ عثمان من قرية الرغامة البلد، والشيخ محمد أمين من قرية العدوة، بالإضافة إلى طائفة قرية منيحة" وجميع هذه الطوائف تتبع الطريقة النقشبندية.

وحول السيرة الذاتية للشيخ فوزى محمد شعبان الجندى فهو يعد مؤسس بيت الحضرة المحمدية الأحمدية، نشأ على حب الله ورسوله، ووُلد في قرية الجلاتمة مركز إمبابة محافظة الجيزة، وبعد أن انتقل والده إلى جوار الله تحمل مسئولية تربية إخوته وهو ابن 15 سنة، وتربى بعد والده الشيخ محمد شعبان على يد الشيخ على الجندى، أحمدى الطريقة، وكان همه تربية النشء من الأطفال وتهيئتهم كعلماء في شتى المجالات منهم أساتذة الحديث والتفسير والعقيدة بجامعة الأزهر ومفتشون بوزارة الأوقاف وأمناء بدار الإفتاء المصرية وغيرهم.

وأن رسالة الشيخ فوزى هى توصيل الفكر الوسطى للتصوف الإسلامى السنى على منهج الأزهر الشريف، ومنهجه – على حد وصفه - : "ما عبد الله إلا بالعلم وبالشريعة نعبد وبالطريقة نقصد وبالحقيقة نشهد"، وتوفى الشيخ فوزى في شهر يونيه من عام 2014 ودفن بالقاهرة، ولا زالت ليلته تقام في قرية إقليت بمركز كوم أمبو بمحافظة أسوان في كل عام. 

وداخل الخيمة أو المضيفة، يتجمع المريدين في دائرة حول الشيخ المداح بينما يجلس آخرون على المقاعد من حولهم، ثم يأخذ المديح شكلاً آخراً للتفاعل بعد أن يصطف أبناء الطرق الصوفية صفين اثنين ويتمايلون بالطريقة المعروفة لدى أبناء الصوفية وذلك تفاعلاً مع قصائد المدح والإنشاد الدينى فيما يسمى هذا المشهد بـ"الحضرة".

ويجلس أبناء الصوفية وعلى رؤوس بعضهم العمامة الخضراء والحمراء، ويرددون: "صلى يا حنان على النبى العدنان" و"عزى أنت عزى يا رسول الله" و"أتينا رحابك يا شيخ العرب ولله سرنا نلبى الطلب"، وغيرها من القصائد والمدائح فى حب الرسول وآل بيته.