EN 
ألقت الأزمة الاقتصادية السيئة التي يعيشها العالم منذ انطلاق الحرب الروسية ـ الأوكرانية وما قبلها من تداعيات انتشار وباء كورونا بظلالها على توافر فرص العمل. ومستقبل العمالة خاصة داخل المؤسسات الأممية، وهددت بمزيد من المقاعد الشاغرة.
غلق 20 موقعا تابع للصليب الأحمر
وأقبلت مجموعة من الشركات والمؤسسات العالمية على تسريح عدد كبير من العاملين بها؛ لمواجهة الأزمة الاقتصادية ولتوفير النفقات وكان آخرها الصليب الأحمر، حيث ذكرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنّها ستخفض نحو 1500 وظيفة وستلغي العمليات في بعض المواقع إذ من المتوقع تراجع الميزانيات المخصصة للمساعدات الإنسانية، وذلك بحسب وكالة رويترز.
وأوضحت اللجنة، ومقرها جنيف، أن مجلس إدارتها وافق الأسبوع الماضي على خفض بقيمة 430 مليون فرنك سويسري (475.30 مليون دولار) في التكاليف لعام 2023 وأوائل عام 2024 وتابعت في بيان: ستُخفض 1500 وظيفة تقريبا على مستوى العالم خلال الاثني عشر شهرا المقبلة.
وأضاف البيان: سيُغلق 20 موقعا على الأقل من بين 350 موقعا حاليا حول العالم حيث يمكن لمكتب آخر تابع للجنة الدولية للصليب الأحمر تغطية المنطقة على سبيل المثال أو يمكن لشركاء المساعدة الإنسانية أو شركاء التنمية تولي الأمر وسنقلل عدد برامجنا وسنغلق بعضا منها.
وتابعت اللجنة أن عددا من تعهدات المانحين بالتبرع في نهاية السنة لم يتحقق بالمستوى الذي توقعناه، وأن التكاليف تجاوزت ما كان مزمعا في الربع الأخير من عام 2022، كما تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تأسست عام 1863 مساعدات إنسانية لضحايا النزاعات المسلحة.
تسريح الموظفين تنتقل لماكدونالدز
ومن جانب أخر، ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، أن سلسلة مطاعم ماكدونالدز ستغلق مكاتبها في الولايات المتحدة مؤقتا هذا الأسبوع، حيث تستعد لإبلاغ الموظفين عن عمليات تسريح لإعادة هيكلة الشركة.
وفي رسالة بريد إلكتروني داخلية إلى الموظفين الأمريكيين وبعض الموظفين الدوليين، طلبت ماكدونالدز منهم العمل من المنزل حتى تتمكن من اتخاذ قرارات التوظيف ومن غير الواضح عدد الموظفين الذين سيتم تسريحهم.
وقالت الشركة، التي يقع مقرها في شيكاغو، في الرسالة: “خلال أسبوع، سنقوم بإبلاغ القرارات الرئيسية المتعلقة بالأدوار ومستويات التوظيف عبر المؤسسة”.
وأضاف التقرير أن ماكدونالدز طلبت أيضا من الموظفين إلغاء جميع الاجتماعات الشخصية مع البائعين والأطراف الخارجية الأخرى في مقرها الرئيسي.
وقالت سلسلة الوجبات السريعة في يناير، إنها ستراجع مستويات التوظيف في الشركات كجزء من استراتيجية عمل محدثة، مما قد يؤدي إلى تسريح العمال في بعض المناطق والتوسع في مناطق أخرى.
قطاع التكنولوجيا النصيب الأكبر
وكان لشركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم النصيب الأكبر في عمليات تسريح العمالة، بعد أن قامت بإلغاء أكثر من 153 ألف موظف منذ بداية عام 2023، إذ يواجه القطاع ضغوطًا غير مسبوقة سواء في التكاليف والإيرادات بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة.
وسبق أن أعلنت شركة أمازون العالمية أنها ستلغي 9000 وظيفة أخرى، بالإضافة إلى 18 ألف وظيفة أعلنت عن إلغائها في يناير.
وألغت "ميتا"، الشركة الأم لموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، 10 آلاف وظيفة قبل أسبوعين، حيث أعلن الرئيس التنفيذي تسريح الموظفين وتجميد التوظيف كجزء من "عام الكفاءة" للشركة.
وتأتي إعادة الهيكلة بالشركة، التي شهدت أيضًا إغلاق 5000 إعلان وظائف شاغرة أخرى دون توظيف، بعد أقل من ستة أشهر من إعلان الشركة عن 11 ألف وظيفة فائضة عن الحاجة.
ونمت ميتا عام 2022 إلى 87 ألف موظف على مستوى العالم، مع حدوث جزء كبير من هذا التوظيف منذ بداية جائحة كوفيد.
وألغت شركة إريكسون 8500 وظيفة، وألغت "فيليبس" 6000 وظيفة، وألغت شركة أي بي إم 3900 وظيفة.
وكان عملاق تكنولوجيا البرمجيات مايكروسوفت قد قام بتسريح 10 آلاف موظف في يناير.
الحرب والأزمة الاقتصادية العالمية
ويشهد العالم منذ 3 أعوام تقلبات واضطربات غير مسبوقة كانت سببا في الأزمة الاقتصادية الحالية، فلم يكد العالم يودع جائحة كورونا التي أصابت اقتصادات الدول بالشلل حتى استيقظ على طبول الحرب الروسية الأوكرانية التي زادت من الأوجاع الاقتصادية خاصة في ظل العقوبات المتتالية ضد العملاق الروسي الذي يساهم بكل كبير في الاقتصادية الدولي.
