الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من كاتدرائية إلى مسجد ومتحف.. ملامح من تاريخ آيا صوفيا|صور

آيا صوفيا
آيا صوفيا

يقع آيا صوفيا في منطقة السلطان أحمد بإسطنبول، واستُخدم كنيسة لمدة 916 عامًا، قبل أن يتم تحويله إلى مسجد بعد فتح القسطنطينية (إسطنبول) منذ من عام 1453، ويُعد من أهم المعالم المعمارية في تاريخ الشرق الأوسط وشرق أوروبا، وفي عام 1934 جرى تحويله إلى متحف وبقي على هذا الوضع مدة 86 عاما، ليعاد افتتاحه كمسجد في 24 يوليو عام 2020، وهو الأمر الذي تسبب في جدل عالمي كبير. 

 

مبنى آيا صوفيا

 

في البداية بُني المبنى ليكون كاتدرائية  في عام 537 ميلادية، في عهد الإمبراطور الروماني جستينيان الأول، وكان في ذلك الوقت أكبر مبنى في العالم وأول من استخدم قبة معلقة بالكامل. اعتُبر المبنى جوهرة العمارة البيزنطية، وقيل أنه «غيَّر تاريخ العمارة». ووصفه عدد من الكُتَّاب بأنه «يحتل مكانة بارزة في العالم المسيحي»، وبأنه «أعظم من جميع الكنائس المسيحية». ويُشير المؤرخون إلى أنَّ آيا صوفيا اعتُبرت رمزًا ثقافيًا ومعماريًا وأيقونة للحضارة البيزنطية والحضارة المسيحيَّة الأرثوذكسيَّة.

كانت الكاتدرائية تمثل الكنيسة المركزية للقسطنطينية، وقد أمر ببنائها الإمبراطور الروماني جستنيان الأول، واستغرق بناؤها حوالي خمس سنوات بين عام 532 وعام 537، حيث افتُتحت رسمياً عام 537 ميلادية، ولم يشأ جستينيان أن يبني كنيسة على الطراز المألوف في زمانه بل كان دائم الميل إلى ابتكار كل ما هو جديد. فكلف المهندسين المعماريين "إيزيدور الملاطي" و"أنتيميوس الترالسي" ببناء هذا الصرح الديني الضخم. 

 

أعمال شغب 


كان المبنى الجستنياني الحالي هو الكنيسة الثالثة التي تحمل نفس الاسم على نفس الموقع، حيث دُمرت الكنيسة السابقة في أعمال شغب نيقية. كانت الكاتدرائيَّة المقر الأسقفي لبطريرك القسطنطينية المسكوني، وظلّت أكبر كاتدرائية مسيحية في العالم لما يقرب من ألف عام حتى بناء كاتدرائية إشبيلية في عام 1520 ميلادية.

في عام 1204، أثناء الحملة الصليبية الرابعة حوَّل الإفرنج الكاتدرائية الأرثوذكسيَّة إلى كاتدرائية كاثوليكية تتبع الإمبراطورية اللاتينية، لكنها عادت إلى كاتدرائية أرثوذكسية شرقية عند استرداد الإمبراطورية البيزنطية أراضيها من الصليبيين عام 1261.

كلمة «صوفيا» هي الإملاء الصوتي اللاتيني للكلمة اليونانية «الحكمة» وعلى الرغم من الإشارة إليها أحياناً «القديسة صوفيا»، إلا أنها لاترتبط بها.

احتوت الكنيسة على مجموعة كبيرة من القطع الأثرية والأيقونات. وشهدت الكنيسة حرمان البطريرك ميخائيل الأول سيرولاريوس رسميًا من قبل هامبرت من سيلفا كانديدا، المبعوث البابوي للبابا ليون التاسع في عام 1054.

دُفن دوق البندقية الذي قاد الحملة الصليبية الرابعة ونهب القسطنطينية عام 1204، إنريكو داندولو، في الكاتدرائيَّة ذاتها.

في عام 1453 فتح المُسلمون القسطنطينية تحت الراية العثمانية بقيادة السلطان محمد الثاني الذي لُقب بـ «الفاتح»، فأمر برفع الآذان في الكنيسة وجعلها مسجدًا جامعًا.

كنيسة الرسل المقدسة

 

انتقل مقر بطريركية القسطنطينية المسكونية إلى كنيسة الرسل المقدسة، والتي أصبحت كاتدرائية المدينة. على الرغم من أن بعضًا من أجزاء مدينة القسطنطينية كانت بحالة سيئة، فقد حُوفِظ على الكاتدرائية بأموال مخصصة لهذا الغرض. 
غُطيت اللوحات الفسيفسائية الموجودة بداخل الكنيسة بطبقةٍ من الجص لكونها لا تناسب استخدام المبنى كمسجد، واستمر ذلك عِدَّة قرون، ومع الوقت أُضيفت السمات المعمارية الإسلامية لآيا صوفيا، مثل المنبر، وأربعة مآذن، والمحراب.

ظل مسجد آيا صوفيا المسجد الرئيسي لإسطنبول مُنذ تحويله حتى بناء جامع السلطان أحمد القريب، والمعروف أيضاً بالمسجد الأزرق، في عام 1616.

شَكَّل نمط العمارة البيزنطيَّة لآيا صوفيا مصدر إلهام لبناء العديد من المساجد العثمانية الأخرى، بما في ذلك المسجد الأزرق ومسجد سليمان القانوني وجامع رستم باشا وجامع قلج علي باشا.

ظلّ المبنى مسجدًا قرابة 500 عام منذ فتح القسطنطينية حتى عام 1931، وبعد قيام الجمهورية التركية العلمانية أُغلق المسجد أمام المُصلين طيلة أربع سنوات، ثم جرى تحويله في عام 1935 إلى متحف للجمهورية الوليدة.

كان متحف آيا صوفيا اعتباراً من عام 2014، ثاني أكثر المتاحف زيارة في تركيا، حيث جذب ما يقرب من 3.3 مليون زائرًا سنويًا. وفقًا للبيانات الصادرة عن وزارة الثقافة والسياحة التركية، كان متحف آيا صوفيا أكثر مناطق الجذب السياحي زيارة في تركيا في عام 2015 وعام 2019.

في أوائل يوليو 2020، ألغى مجلس الدولة التركي قرار مجلس الوزراء عام 1934 بتحويل المسجد إلى متحف، معللًا بأن مرسوم 1934 «غير قانوني» وفق كل من القانونين العثماني والتركي لأن آيا صوفيا «وَقفٌ إسلامي»، أوقفه السلطان محمد الفاتح، وقد حدد الموقع مسجدًا، وذَكر مؤيدو القرار أن آيا صوفيا كانت ملكية شخصية للسلطان. لاقت تلك الخطوة جدلًا عالميًا واسعًا ما بين مؤيد ومعارض، وفي يوليو 2020، ألغت إحدى المحاكم التركية وضع آيا صوفيا كمتحف وأصدرت الرئاسة التركية لاحقاً مرسوماً بإعادة تصنيف آسيا صوفيا كمسجد.

 

معرض الصور  

 

منظر داخلي لآيا صوفيا
آثار كنيسة آيا صوفيا الثانية
آثار كنيسة آيا صوفيا الثانية
آثار كنيسة آيا صوفيا الثانية
آثار كنيسة آيا صوفيا الثانية
لقطة داخلية للقبة والحنيات الكروية
الباب الإمبراطوري
الباب الرخامي
الرخام المتعدد الألوان على جدار الصرح
وقفية السلطان محمد الفاتح في مسجد أيا صوفيا الكبير
نافورة للوضوء 
آيا صوفيا في فبراير 2020
محراب آيا صوفيا