في خطوة نوعية نحو توثيق الدور الحضاري والعلمي للمسلمين، أصدر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، قرارًا بتشكيل لجنة علمية متخصصة تتولى إعداد دراسة شاملة حول مقترح إنشاء متحف للتراث العلمي، يضم منجزات العلماء العرب والمسلمين، ويسلط الضوء على إسهاماتهم الثرية في مسيرة الحضارة الإنسانية.
ويترأس اللجنة، وفقا لنص القرار، الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر للدراسات العليا والبحوث، وتضم في عضويتها كلاً من الدكتور سيد بكري، نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، والدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر لشؤون التعليم والعلاقات الثقافية، إلى جانب الدكتور علاء جاد الكريم محمود عثمان، عميد كلية العلوم، والدكتور أحمد سالم محمد، أستاذ الفيزياء ووكيل كلية العلوم، والدكتورة روحية عبد اللطيف، أستاذ علم النبات بجامعة الأزهر.
وستعمل اللجنة على إعداد دراسة وافية تتضمن رصد إنجازات الحضارة الإسلامية في مختلف فروع العلوم الأساسية وتطبيقاتها، مع تسليط الضوء على أبرز الأدوات والاختراعات التي أسهم بها علماء المسلمين.
كما ستقوم اللجنة بوضع مقترح لتصميم نماذج مجسمة تعبر عن هذه الإنجازات بشكل يعكس عمقها العلمي وقيمتها الحضارية، بالإضافة إلى تقديم تصور معماري متكامل للمتحف يتناسب مع طبيعة المشروع وأهدافه الثقافية والعلمية.
تشمل مهام اللجنة أيضًا تقديم تقدير شامل للتكاليف المتوقعة لإنشاء المتحف، إلى جانب حصر المقتنيات العلمية ذات الصلة الموجودة في المتاحف العالمية، وجمع وتوثيق المخطوطات والمصادر التاريخية التي تؤرخ لهذا التراث العلمي العريق.
ويمكن للجنة أن تستعين بمن تراه مناسبًا من الخبراء والمتخصصين في المجالات ذات الصلة، وذلك لضمان تقديم رؤية دقيقة ومتكاملة تعكس حجم وأهمية المشروع.
ويمثل هذا المشروع الثقافي والعلمي خطوة بارزة في سياق جهود الأزهر الشريف الرامية إلى إحياء تراث الأمة، وتعريف الأجيال الجديدة بإسهامات علمائها الذين أسهموا في بناء حضارة إنسانية مشتركة، امتزجت فيها المعرفة بالأخلاق، والعلم بالقيم.