لعل ما يطرح السؤال عن هل رؤية الميت في المنام بحالة سيئة دليل على عذابه ؟، هو ذلك القلق الشديد الذي يؤرق الأحياء على أحبابهم الأموات ، حيث إن هل رؤية الميت في المنام بحالة سيئة دليل على عذابه ؟، يعد من أكثر الأحلام التي يبحث الكثيرون عن تفسيرها، حيث يتشاءمون برؤيتها وتثير مخاوفهم على مصير أحبائهم من الأموات، فزيارة الموتى للأحياء كثيرة حتى أنه يمكن القول أن كلنا شهدناها ، وقليلون أولئك الذين لا يكترثون بإشارات هذه الزيارة، من هنا تنبع أهمية معرفة هل رؤية الميت في المنام بحالة سيئة دليل على عذابه؟ ، ولو من باب الاطمئنان.
هل رؤية الميت في المنام
هل رؤية الميت في المنام بحالة سيئة دليل على عذابه؟، أجاب الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إنه لا ينبغي تفسير رؤية الميت في المنام بحالة سيئة، على أنه يتعذب.
وأوضح «عويضة» في إجابته عن سؤال: « هل رؤية الميت في المنام بحالة سيئة تعني أنه يتعذب؟»، أنه قد يكون ذلك بسبب تقصير من الأحياء في حق الله سبحانه وتعالى.
وأفاد بأن الكثيرين يتشاءمون ويشعرون بالقلق الشديد عند رؤية متوفي في حالة سيئة، لكن الله سبحانه وتعالى لطيف بعباده، لذا لا ينبغي تفسير رؤية حالة الميت السيئة في المنام بأنه يتعذب، مشيرًا إلى أنه قد يكون بسبب ما يفعله الأحياء من تقصير في حق الله جل وعلا .
و أضاف أنه قد لا يكون الميت يُعذب، وإنما يكون سبب رؤيته في المنام بحالة سيئة لأنه حزينًا، لافتًا إلى أن أعمالنا تُعرض على موتانا، حتى أنهم -في الأثر- يطلبون العفو والمغفرة من الله عز وجل للأحياء.
ونبه إلى أنه لا يوجد علم في العلوم الشرعية اسمه تفسير الأحلام، كل الذين يفسرون الأحلام يكون عن طريق الاجتهاد والتخمين، مؤكدًا أن الأنبياء فقط هم من كانوا قادرين على تفسير الأحلام ، وكان آخرهم سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
رؤية الميت في المنام
ورد عن مسألة رؤية الميت في المنام بحالة جيدة ،أن رؤية المتوفي في المنام في حالة جيدة ومبتسم شيء يستبشر ويفرح بها فيه دلالة على أن حاله في الآخرة جيد وحسن.
تفسير حلم الميت
و أشار الدكتور علي جمعة ، مفتي الجمهورية الألأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إلى أنه لابد من مراعاة الفرق بين أنواع المنام الثلاثة، وهي الرؤيا والحلم والكابوس، نسميه الفرق الشرعي.
ونوه بأن المنام ينقسم إلى ثلاثة أقسام، سماها لنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم - وجعل كل اسم يختص بحالة معينة، فالحلم هو المنام الذي رأيت فيه شيئًا واضحًا ومركبًا وكأنه قصة، لكنه سيئ.
واستند بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: «الْحُلُمُ مِنَ الشَّيْطَانِ»، منوهًا بأن به يُعكر الشيطان على الإنسان صفو نفسه الهادئة، فيُلقي له وهو نائم مثل هذه الصور الذي تُسبب له الاضطراب.
وتابع: أما المنام الذي فيه بُشرى وسعادة ونور وراحة، يُسمى رؤيا، وهناك نوع آخر وهو ما كان ناتجًا من الأمور البيولوجية عند الإنسان، منوهًا بأن بيولوجي يعني الحياة، بمعنى النوم بعد أكل سمين، أو مجهد، وهذا يُسبب الكابوس.
وبين أن الكابوس هو ما يراه الشخص في المنام نتيجة تصرفات جسدية من إرهاق أو هم أو حديث نفس، ويمكن القول أن الرؤيا من الرحمن والحلم من الشيطان، والكابوس من النفس.
و لفت إلى أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاثة أقسام: إما أن يكون من الملائكة، وهي الرؤيا الصالحة، وإما أن يكون من الشيطان، وهو ما يراه العبد من الأحلام المزعجة والكوابيس وأنواع التخويفات، وإما أن يكون حديث النفس، مما يهتم به الرجل في يقظته فيراه في منامه.
وأكد أن تفسير الرؤى أمر اختص به الأنبياء وورثتهم من العلماء، مشيرًا إلى أن الإمام مالك بن أنس كان يغضب من الذين يفسرون الأحلام للناس ويقول لهم: «اتتلاعبون بتراث النبوة».