في خضم التوترات الإقليمية والتقلبات السياسية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز دور وسائل الإعلام كأداة مؤثرة في تشكيل الرأي العام وتوجيه السياسات، لا سيما حين يتعلق الأمر بالقضية الفلسطينية والعدوان الإسرائيلي على الشعوب العربية.
وفي هذا السياق، تثار تساؤلات مشروعة حول طبيعة بعض الأصوات التي تظهر على شاشات الفضائيات العربية، خاصة تلك التي تحمل أجندات مشبوهة أو تبرر سياسات الاحتلال.
ومن بين هذه الشخصيات، يبرز اسم "إيدي كوهين"، الذي يقدّم نفسه كمحلل سياسي، بينما تحيط به الكثير من علامات الاستفهام.
وفي هذا الصدد، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن قد أثار كوهين، المحلل السياسي، موجة من الجدل خلال إحدى القمم السياسية الأخيرة، حين دعا علنا إلى قصف اليمن، في تغريدات وتصريحات وصفت بالتحريضية، ما أثار ردود فعل غاضبة من الشارع العربي، نظرا لما تحمله هذه الدعوات من استفزاز وسقوط أخلاقي وسياسي.
وأضاف الرقب، خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن كوهين يعرف بانتمائه إلى التيار اليميني الإسرائيلي المتطرف، حيث تنسجم مواقفه بشكل وثيق مع سياسة حكومة الاحتلال، بل وتستخدم تصريحاته في كثير من الأحيان لتبرير الاستهدافات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة.
وأشار الرقب، إلى أن تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، التي أقر فيها بأن إسرائيل باتت تواجه عزلة دولية متزايدة، مؤكدا على ضرورة أن "تتأقلم" إسرائيل مع هذا الواقع الجديد.
وتابع: "لعب الإعلام العربي دورا محوريا في مواجهة هذه الرواية، إذ ساهم في نقل الصورة الحقيقية لما يحدث، وفتح المجال لخطاب مقاوم لسياسات الاحتلال، معبرا عن رفض شعبي واسع لاستضافة شخصيات ذات مواقف صهيونية على الفضائيات العربية".
واختتم: "فقد عبر العديد من المتابعين والمحللين عن رفضهم لإعطاء منصة إعلامية لأصوات تسعى لترويج رواية الاحتلال، محذرين من أن دخول هذه الأصوات إلى البيوت العربية عبر الإعلام قد يؤدي إلى تغيير تدريجي في الوعي الجمعي لصالح الرواية الإسرائيلية".
والجدير بالذكر، أن الدعوة تتجدد اليوم لوسائل الإعلام العربية كي تتحمل مسؤولياتها التاريخية، وذلك من خلال الامتناع عن استضافة أي صوت يبرر العدوان أو يجمل الاحتلال، حفاظا على وعي الشعوب، وعلى ثوابت القضية الفلسطينية، ورفضا لأي شكل من أشكال التطبيع الإعلامي الذي يُمهد لتطبيع سياسي أوسع.