ورد سؤال إلى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن، عبر صفحته الرسمية على موقع فيسبوك، يقول فيه السائل: "بعض الأشخاص يقومون بتهكير الصفحات الفيسبوكية وسرقتها، ثم يتواصلون مع أصدقاء أصحابها الحقيقيين، مطالبين منهم مبالغ مالية كبيرة، فما حكم ذلك شرعًا؟".
وأجاب د. لاشين قائلًا: إن ما ورد في السؤال يتضمن عددًا من المعاصي العظام التي تُصنّف من الكبائر، موضحًا أن الكذب وحده كافٍ للحكم بالتحريم القاطع، وقد وصف الله الكاذبين بالظالمين في كتابه العزيز بقوله: {فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون}.
وأشار إلى أن الفعل المذكور لا يقتصر على الكذب فقط، بل يشمل أكل أموال الناس بالباطل، وهو من كبائر الذنوب التي شددت الشريعة الإسلامية على تحريمها، حيث جعلت دم المسلم وماله وعرضه حرامًا.
وأضاف أن التهكير وسرقة الصفحات الفيسبوكية يعد نوعًا من السرقة والغش وأكل المال الحرام، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا»، كما قال: «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يسلمه، كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه».
وتابع أستاذ الفقه المقارن، أن من يقدم على هذه الأفعال يُعد محاربًا لله ورسوله وساعيًا في الأرض فسادًا، وكل ذلك محرم بنص القرآن الكريم والسنة النبوية.
وختم لاشين فتواه بالدعاء قائلًا: هدى الله العباد لما فيه رضاه، وجنّبهم الكذب وأكل الحرام الذي يحبط الأعمال ويضيع الباقيات الصالحات.