عاشت الأقصر اليوم أجواء استثنائية مع زيارة جلالة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا وجلالة الملكة ليتيزيا، في أول زيارة ملكية من نوعها إلى مصر، حيث تحولت المدينة إلى منصة حضارية تروي قصة الماضي وتستقبل ملوك الحاضر.
بداية من متحف الأقصر
الجولة الملكية انطلقت من متحف الأقصر المطل على كورنيش النيل، حيث تجول الملك والملكة بين القاعات التي تضم قطعا أثرية فريدة تعكس مراحل مختلفة من الحضارة المصرية، بدءا من الدولة الوسطى وحتى العصر اليوناني الروماني. وقد ظهر اهتمامهما الواضح بالشرح المفصل الذي قدمه خبراء الآثار حول أبرز القطع المعروضة، خاصة التماثيل التي تجسد قوة الفراعنة وعظمة دولتهم.
نحو وادي الملوك
ومن قلب المدينة انتقل الموكب الملكي إلى البر الغربي، حيث استقبله وادي الملوك بجلاله وصمته العريق. هناك، وقف الملك والملكة أمام مداخل المقابر الملكية، يستمعان إلى شرح مفصل عن أسرار التوابيت والنقوش التي تحكي رحلة المصري القديم نحو الخلود. ولم يكن المشهد مجرد زيارة بروتوكولية، بل لحظة من الدهشة الصافية، خاصة حينما أبديا إعجابا شديدا بدقة الألوان التي لا تزال تحتفظ ببريقها رغم آلاف السنين.
تفقد البعثات الإسبانية
الزيارة حملت أيضًا طابعا خاصا، إذ حرص الملك والملكة على تفقد أعمال البعثات الإسبانية العاملة في المنطقة، التي كان لها دور بارز في اكتشافات مهمة خلال العقود الماضية. وقد استمعا إلى شرح من الأثريين الإسبان حول أحدث نتائج الحفائر، وهو ما عكس تقديرا ملكيا واضحا لجهود الباحثين الإسبان الذين يساهمون في كتابة صفحات جديدة من تاريخ مصر القديم.
حضور رسمي ورسالة دبلوماسية
رافق الملك والملكة خلال الجولة وزير السياحة والآثار الدكتور شريف فتحي، ومحافظ الأقصر المهندس عبد المطلب عمارة، والدكتور عبد الفتّاح وجدي مدير عام منطقة آثار الأقصر. وأكد الحضور أن هذه الزيارة تمثل رسالة حضارية ودبلوماسية في آن واحد، تعكس متانة العلاقات المصرية الإسبانية وتفتح آفاقا أوسع للتعاون في مجال السياحة والآثار.
فرحة شعبية على الأرض والفضاء الإلكتروني
لم تكن الزيارة حدثا رسميا فقط، بل تحولت إلى عيد شعبي في الأقصر، حيث توافد الأهالي لتحية الموكب الملكي على الطرقات، بينما امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بالصور والتعليقات التي عبّرت عن فخرهم باستقبال مدينتهم لهذه الزيارة التاريخية.