في 22 سبتمبر من كل عام، يحتفل العالم بـ"اليوم العالمي بلا سيارات"، وهو مبادرة تهدف إلى تشجيع المجتمعات على تبني وسائل نقل أكثر استدامة، مثل المشي وركوب الدراجات والمواصلات العامة، بدلا من الاعتماد على السيارات الخاصة.

الغاية الأساسية من هذا اليوم هي التخفيف من الازدحام المروري، وخفض مستويات تلوث الهواء، وتقليل البصمة الكربونية، بما يسهم في جعل المدن أكثر نظافة وصالحة للعيش، كما يشجع على التفكير في مستقبل حضري أكثر توازنا يضع البيئة وصحة الإنسان في المقدمة.
يمثل "اليوم العالمي بلا سيارات" فرصة لإعادة التفكير في طرق التنقل داخل المدن، وتعزيز الوعي الجماعي بأهمية التحول نحو وسائل نقل مستدامة تحافظ على صحة الإنسان والكوكب.

تعود فكرة هذا اليوم إلى سبعينيات القرن الماضي خلال أزمة النفط عام 1973، حين بدأت أوروبا التفكير في حلول تقلل استهلاك الوقود الأحفوري، لكن المبادرة لم تكتسب زخما حقيقيا إلا في التسعينيات، مع تنظيم أولى الفعاليات الرسمية في إسبانيا عام 1994، ثم تأسيس اتحاد الأيام العالمية بلا سيارات عام 1995، وصولا إلى حملة كبرى في فرنسا عام 1998 تحت شعار "في المدينة بدون سيارتي"، ومنذ ذلك الحين تحولت الفكرة إلى حركة عالمية تبنتها العديد من الدول.

في مطلع الألفية، اعتمد الاتحاد الأوروبي المبادرة بشكل رسمي وأطلق برنامج "أسبوع التنقل الأوروبي"، الممتد من 16 إلى 22 سبتمبر من كل عام، على أن يكون يوم 22 سبتمبر ذروة الاحتفال، ومنذ ذلك الحين، أصبحت مدن كبرى مثل باريس تغلق مناطق كاملة أمام السيارات في هذا اليوم، وتخصصها للمشاة وراكبي الدراجات، في محاولة لتقديم نموذج عملي لحياة حضرية أقل ضجيجا وأكثر صداقة للبيئة.
