قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

جَهَر الإمام في صلاة الظهر ونسي سجود السهو فهل الصلاة صحيحة؟.. عطية لاشين يجيب

صلاة الجماعة
صلاة الجماعة

ورد سؤال الى د عطية لاشين، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، عبر صفحته الرسمية بالفيسبوك من مستمع يقول فيه: "صلى بنا الإمام صلاة الظهر، فجهر بالقراءة، فذكّره المصلون فتذكر، ثم سلّم ولم يسجد للسهو، فما حكم ذلك؟".

وأجاب د. لاشين قائلًا: الحمد لله رب العالمين، القائل في كتابه العزيز: ﴿وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربك نسيا﴾، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، الذي روى عنه في كتب السنة أنه قال: "إذا شك أحدكم في صلاته فلم يدر أثلاثًا صلى أم أربعًا فليطرح الشك وليبنِ على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم، فإن كان صلى خمسًا شفعن له صلاته، وإن كان صلى تمام الأربع كانتا ترغيما للشيطان"، رواه مسلم وأبو داوود وابن ماجه.

وأوضح أستاذ الفقه أن هناك حالات مخصوصة ثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت محل اتفاق بين الفقهاء على وجوب جبرها بسجود السهو إذا تُركت. 

ومن هذه الحالات على سبيل المثال: إذا شك المصلي في عدد الركعات، فإن كان له ظن غالب رجح الأكثر وبنى عليه، وإن لم يكن له ظن غالب رجع إلى اليقين وهو الأقل.

 كذلك إذا قام المصلي إلى الركعة الثالثة دون أن يجلس للتشهد الأوسط، أو إذا سلّم من الصلاة قبل أن يُكمل عدد ركعاتها، كأن يسلم في صلاة المغرب بعد ركعتين، أو في صلاة الظهر والعصر بعد ركعتين كذلك.

وبيّن لاشين أن الصلاة تنقسم إلى صلوات يشرع فيها الجهر بالقراءة، مثل الفجر والمغرب والعشاء في الركعتين الأوليين، وكذلك الجمعة والعيدين وصلاة الاستسقاء والكسوف والخسوف، وإلى صلوات أخرى الأصل فيها الإسرار كالظهر والعصر، والجهر في موضع الإسرار أو الإسرار في موضع الجهر من سنن الصلاة وهيئاتها. 

فإذا عكس الإمام الأمر فجهر فيما يُشرع فيه الإسرار أو أسر فيما يُشرع فيه الجهر، فهل يُطلب منه سجود السهو؟. 

وأشار أستاذ الفقه إلى أن هذه المسألة وقع فيها خلاف بين العلماء؛ فذهب فريق منهم – ومنهم الحسن البصري – إلى أن ترك هذه الهيئة لا يوجب سجود السهو أصلًا، لأنها من السنن التي لا تبطل الصلاة بتركها.

 في حين رأى فريق آخر أنه يستحب جبرها بسجود السهو، دفعًا للشبهة وإزالة للشكوك والوساوس عن المصلين.

ورجح د. عطية لاشين القول الثاني، معتبرًا أن سجود السهو هنا أفضل وأكمل، لأنه يرفع اللبس ويدفع الريبة عن الإمام والمأمومين، لكن إن لم يسجد الإمام للسهو فإن الصلاة صحيحة، ولا شيء على المصلين، لأن سجود السهو على الراجح سنة وليس فرضًا، ومكانه يكون قبل التسليم من الصلاة. والله أعلم.