تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى استشهاد القديس أسطاثيوس وولديه وزوجته، الذين يعدون نموذجا للإيمان والثبات في التجارب، إذ عاشوا حياة مليئة بالصبر والإيمان حتى نالوا إكليل الشهادة.
القديس أسطاثيوس
وقال كتاب “السنكسار” الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إن القديس أسطاثيوس الذي كان يُدعى قبل إيمانه بلاسيداس، كان أحد كبار وزراء الإمبراطور الروماني تراجان (98 – 117م)، وعُرف بعطفه على الفقراء وعدله بين الناس، وبينما كان يصطاد الغزلان، رأى صليبًا مضيئًا وسمع صوت الرب يسوع يدعوه إلى الإيمان فآمن هو وأسرته ونالوا سر المعمودية على يد أسقف روما حيث غيّر الأسقف اسمه إلى أسطاثيوس.
لكن لم تخلُ حياتهم من التجارب إذ فقد القديس ثروته وعبيده، وافترق عن زوجته وولديه لسنوات، قبل أن يجتمعوا من جديد بمعونة الله وبعد تولي الإمبراطور أدريانوس الحكم سنة 117م، أُمر أسطاثيوس وأسرته بالسجود للأوثان، إلا أنهم رفضوا بثبات وشجاعة.
فألقاهم الإمبراطور أولاً للوحوش الجائعة التي لم تقدر أن تؤذيهم، ثم أمر بوضعهم في زيت مغلي، وهناك أسلموا أرواحهم بسلام، ونالوا إكليل الشهادة.
وتُعد سيرة القديس أسطاثيوس وعائلته مثالًا خالدًا في الإيمان والصبر والثقة في وعود الله رغم قسوة التجارب.