فى ظل تصاعد حدة التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا فى منطقة البحر الكاريبى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب سيعقد لقاءا مع نظيره الصينى شى جين بينج فى كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل، حيث يتوقع أن يبحث الزعيمان عددا من الملفات الحساسة، أبرزها الأزمة التجارية المستمرة بين بلديهما.
وفي هذا الصدد، أكد ترامب فى تصريحات صحفية أنه يأمل أن تسفر المحادثات عن نتائج إيجابية، موضحا أن أول سؤال سيوجه إلى نظيره الصينى سيكون حول مادة الفنتانيل، فى إشارة إلى اتهامات واشنطن لبكين بالمسؤولية عن انتشار هذا المسكن القاتل داخل الولايات المتحدة.
من جانبها، صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بأن اللقاء الثنائى سيعقد صباح الخميس المقبل، مضيفة أن الرئيس الأمريكى سيقوم كذلك بزيارات إلى ماليزيا واليابان قبل وصوله إلى كوريا الجنوبية.
لقاء ترامب وكيم جونج أون مجددا
وفى سياق متصل، أشار وزير الوحدة فى كوريا الجنوبية إلى احتمال عقد لقاء جديد بين ترامب والزعيم الكورى الشمالى كيم جونج أون خلال الأسبوع المقبل.
ووفقا لتقارير إعلامية أمريكية، فقد ناقش مسؤولون فى إدارة ترامب – بشكل غير معلن – إمكانية ترتيب اجتماع بين الرئيس الأمريكى وكيم، علما بأن آخر لقاء جمعهما كان خلال ولاية ترامب الأولى عام 2019.
وقد سبق لترامب أن عبر عن رغبته فى لقاء كيم مجددا، مشيرا إلى أن هذا اللقاء قد يتحقق خلال العام الجارى.
تصعيد عسكرى محتمل مع فنزويلا
ويأتى هذا الحراك الدبلوماسى بينما تشهد العلاقات بين واشنطن وكاراكاس توترا غير مسبوق، بعد أن ألمح ترامب، فى تصريحات صحفية بالبيت الأبيض، إلى احتمال تنفيذ تحرك عسكرى برى ضد فنزويلا.
وقال الرئيس الأمريكى: "سنرى تحركا بريا فى فنزويلا قريبا"، نافيا فى الوقت ذاته تقارير تحدثت عن نشر قاذفات "بى – 1" قرب سواحل البلاد.
إلا أن بيانات تتبع الرحلات الجوية كشفت عن انطلاق قاذفتين من طراز "بى – 1 لانسر" من قاعدة "دايس" الجوية فى تكساس، حيث حلقتا عبر البحر الكاريبى ووصلتا إلى السواحل الفنزويلية.
ونقل مسؤول أمريكى – فضل عدم الكشف عن هويته، وأن الطلعة كانت رحلة تدريبية روتينية، موضحا أن هذا الطراز من القاذفات قادر على حمل كمية من القنابل تفوق أى طائرة أخرى ضمن الترسانة الأمريكية.
وشهدت المنطقة الأسبوع الماضى رحلة مماثلة لقاذفات "بى 52 ستراتوفورتريس" الأبطأ، وانضمت إليها مقاتلات شبح من طراز "إف–35 بى" تابعة لسلاح مشاة البحرية الأمريكية، والمتمركزة حاليا فى بورتوريكو، فى إطار ما وصفته وزارة الدفاع الأمريكية بأنه "عرض هجومى بالقاذفات".
ردود فنزويلية وتحذيرات متبادلة
وفى المقابل، رد وزير الدفاع الفنزويلى فلاديمير بادرينو مؤكدا أن "أى عملية تنفذها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ضد بلادنا ستفشل"، وذلك بعد أن أعلن ترامب تفويضه للوكالة بتنفيذ عمليات سرية فى فنزويلا.
وأشرف بادرينو على مناورات عسكرية مكثفة على طول السواحل الفنزويلية، ردا على نشر الولايات المتحدة أسطولا عسكريا فى البحر الكاريبى بذريعة مكافحة المخدرات.
من جانبه، وجه الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو خطابا باللغة الإنجليزية إلى الولايات المتحدة، قائلا: "لا لحرب مجنونة، أرجوكم"، داعيا إلى إحلال سلام دائم بين البلدين.
توتر جديد بين واشنطن وكندا
وفى خضم هذه التطورات المتسارعة، فاجأ ترامب الأوساط الاقتصادية بإعلانه إنهاء جميع المفاوضات التجارية مع كندا، متهما الحكومة الكندية باستخدام مقاطع صوتية وصورية للرئيس الأسبق رونالد ريجان بطريقة "احتيالية ومحرفة" فى حملة دعائية ضد الرسوم الجمركية الأمريكية.
وكتب ترامب على منصته «تروث سوشيال» قائلا: "بناءا على سلوكهم الفظيع، تلغى كل المفاوضات التجارية مع كندا"، مضيفا أن الإعلان الكندى "صمم للتأثير على قرار المحكمة العليا بشأن الرسوم الجمركية الدولية".
والجدير بالذكر، أن مؤسسة رونالد ريجان أوضحت أن حكومة أونتاريو استخدمت بشكل انتقائى أجزاء من خطاب ألقاه ريجان عام 1987، لتصويره وكأنه ينتقد سياسات ترامب، مشيرة إلى أنها تراجع خياراتها القانونية ضد أوتاوا.



