فى سعى للحفاظ على الفرصة الأخيرة لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وتثبيت وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، حذر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو من أن استئناف العمليات العسكرية فى غزة سيكون خطوة مرفوضة تماما، فالالتزام بالهدنة ليس خيارا، بل ضرورة استراتيجية لمنع مواجهة إقليمية قد يكون من الصعب التحكم فى تداعياتها.
تواصل مصر جهودها الدؤوبة من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام التي ألقت بظلالها السلبية على مجمل القضية الفلسطينية.
ويأتي هذا الدور امتدادا لموقف مصري ثابت يقوم على دعم وحدة الصف الفلسطيني باعتبارها الأساس الذي لا يمكن تجاوزه لتحقيق أي تقدم حقيقي نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة واستعادة الحقوق المشروعة لـ الشعب الفلسطيني.
وفي هذا الصدد، يقول الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية، إن تعد الجهود المصرية المستمرة لتوحيد الصف الفلسطيني الركيزة الأساسية التي تعول عليها لإحداث اختراق حقيقي في مسار القضية الفلسطينية، وأضاف أنه قد برزت القاهرة على مدى السنوات الماضية كوسيط رئيسي يتمتع بالمصداقية والثقة لدى مختلف الفصائل الفلسطينية، حيث تبذل جهودا مكثفة للتقريب بين وجهات النظر وضمان تحقيق توافق وطني شامل.
وأضاف الرقب- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن البيان الصادر مؤخرا عن الفصائل الفلسطينية يعكس تقديرا عميقا للدور المصري في السعي إلى بلورة اتفاق جامع يضم مختلف القوى الوطنية، مؤكدا أن غياب بعض الفصائل قد يشكل عقبة أمام الوصول إلى اتفاق شامل يضمن تمثيل الجميع في القرار الوطني الفلسطيني.
وأشار الرقب، إلى أن يتوقع أن يلعب الضغط الأمريكي في هذه المرحلة دورا حاسما في ترسيخ الاتفاق الفلسطيني المزمع، غير أن الموقف العربي والإسلامي يظل الركيزة الأساسية في دعم الجهود الرامية إلى تثبيت الوحدة الوطنية الفلسطينية وضمان استمراريتها، معقبا: "فالدعم العربي المشترك يشكل عنصر قوة لا غنى عنه في مواجهة الضغوط الإسرائيلية والإقليمية المعاكسة".
وتابع: "تشير المؤشرات إلى أن المرحلة الثانية من خطة السلام الأمريكية قد تطلق في وقت قريب، وهو ما يفرض على الأطراف الفلسطينية والعربية التحرك بسرعة نحو اتخاذ خطوات عملية وملموسة تضمن تحقيق حل دائم وشامل، فالإسراع في بناء موقف فلسطيني موحّد وتفعيل الدور العربي المشترك سيبقيان الشرطين الأساسيين لضمان نجاح أي تسوية سياسية مستقبلية".



