قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

الحوار المصري الأمريكي .. القاهرة في قلب الاستقرار الأفريقي | وخبير يشرح

جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا بشأن القضايا الأفريقية
جولة الحوار الاستراتيجي بين مصر وأمريكا بشأن القضايا الأفريقية

عقدت جولة جديدة من أعمال الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة حول القضايا الأفريقية، حيث ترأس الجانب المصري الدكتور بدر عبد العاطي، وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، فيما ترأس الجانب الأمريكي مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي للشؤون العربية والأفريقية، بمشاركة "مايكل ريجاس" نائب وزير الخارجية لشؤون الإدارة والموارد، وذلك مساء الأحد. 

وشهدت المباحثات تناول عدد من الملفات الرئيسية، من بينها التطورات في السودان وليبيا ومنطقة البحيرات العظمى والساحل الأفريقي والقرن الأفريقي، بالإضافة إلى قضية الأمن المائي المصري.

وفي هذا الصدد، يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، أن الحوار المصري الأمريكي يعكس بوضوح أهمية الدور الإقليمي لمصر ومكانتها المحورية في القارة الأفريقية. 

وأضاف فهمي- خلال تصريحات لـ"صدى البلد"، أن الولايات المتحدة تحرص على تنسيق مواقفها مع القاهرة باعتبارها شريكا رئيسيا في إدارة الملفات الأفريقية المعقدة.

وأشار فهمي، إلى أن الحوار ركز على تنسيق المواقف فيما يتعلق بمنطقة القرن الأفريقي ودول حوض النيل والأمن المائي، لافتا إلى وجود توافق كبير بين الجانبين في هذه القضايا، مقابل بعض التباينات المحدودة بشأن الملفين الليبي والسوداني.

وأكد فهمي أن هذا الحوار يعكس أيضا رغبة واشنطن في تعزيز قنوات الاتصال مع الدول المؤثرة في القارة، وفي مقدمتها مصر، بهدف دعم التعاون وضمان الاستقرار في أفريقيا.

من جانبه، صرح السفير تميم خلاف، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، بأن الجانبين أكدا تقديرهما للشراكة الاستراتيجية المتميزة بين مصر والولايات المتحدة، وما تتميز به من عمق في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تمثل ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وأفريقيا. 

كما أعرب الطرفان عن تطلعهما لتعزيز التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وتكثيف التنسيق بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، مؤكدين أهمية الحوار الاستراتيجي كآلية مؤسسية لتبادل الرؤى وتعميق التعاون الثنائي في شتى المجالات.

وأشاد الوزير عبد العاطي بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي كانت عاملا حاسما في وقف الحرب في غزة، مشيرا إلى أن مصر تثمن التزام الرئيس ترامب بتنفيذ رؤيته لإنهاء النزاعات حول العالم، بما في ذلك داخل القارة الأفريقية. 

وأعرب عن تطلع القاهرة إلى تعزيز التعاون مع الإدارة الأمريكية لحل وتسوية الأزمات الأفريقية، واستكشاف فرص الشراكة في المجالات التنموية والاقتصادية والاستثمارية، مؤكدا على الدور المصري الرائد في دعم الأمن والاستقرار بالقارة، من خلال مؤسسات فاعلة مثل الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام، بما يفتح آفاقا لشراكة مصرية–أمريكية ثلاثية في أفريقيا.

وأوضح المتحدث الرسمي أن المباحثات تناولت أيضا تطورات الأوضاع في السودان، حيث شدد الوزير عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان واستقراره ومؤسساته الوطنية، مشيرا إلى الجهود المصرية في إطار الآلية الرباعية المعنية بالسودان لدعم جهود التهدئة والوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار.

وأكد الوزير أهمية تكثيف الجهود للتوصل إلى هدنة إنسانية شاملة تمهيدا لإطلاق عملية سياسية جامعة، مع ضرورة زيادة حجم المساعدات وضمان وصولها إلى جميع المناطق المتضررة، وإنشاء ممرات إنسانية باعتبارها أولوية ملحة في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية، مشددا على استمرار مصر في تقديم الدعم والإغاثة للأشقاء السودانيين، كما أدان الانتهاكات الخطيرة التي شهدتها مدينة الفاشر مؤخرا، معربا عن بالغ القلق إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية وضرورة وضع حد لتلك التجاوزات الجسيمة.

وفيما يخص الوضع في ليبيا، أكد عبد العاطي تمسك مصر بموقفها الداعي للحفاظ على وحدة الدولة الليبية واستقرارها ورفض أي تدخلات خارجية أو وجود عسكري أجنبي على أراضيها، كما شدد على ضرورة التوصل إلى حل ليبي–ليبي شامل يلبي تطلعات الشعب الليبي ويحافظ على سيادته، مع أهمية دفع المسار السياسي نحو إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية بالتزامن في أقرب فرصة ممكنة، وخروج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة لتحقيق الاستقرار المنشود.

كما تناول الحوار تطورات الأوضاع في منطقة البحيرات العظمى، حيث عرض الوزير عبد العاطي رؤية مصر الداعمة لجهود تحقيق السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية، مشيرا إلى أهمية معالجة جذور النزاعات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية لضمان استدامة السلام. 

وأكد استعداد مصر لمواصلة دعم الجهود الأمريكية الرامية لوقف الحرب شرق الكونغو الديمقراطية، والمساهمة بخبراتها في تنفيذ اتفاق واشنطن للسلام بين الكونغو ورواندا الموقع في يونيو 2025، وإعلان الدوحة، مجددا التزام مصر بالمشاركة الفعالة في أي ترتيبات لبناء الثقة تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، في ضوء قيادة الرئيس السيسي لملف إعادة الإعمار والتنمية في مرحلة ما بعد النزاعات بالقارة.

أما فيما يتعلق بمنطقة الساحل الأفريقي، فقد شدد عبد العاطي على ضرورة تبني مقاربة شاملة لمواجهة تمدد الإرهاب في القارة، حفاظا على وحدة الدول ومقدراتها، مؤكدا أن مكافحة هذا الخطر تتطلب تعاونا دوليا فعالا لا يقتصر على الجوانب الأمنية والعسكرية فحسب، بل يشمل أيضا الأبعاد التنموية والفكرية والاجتماعية.

 وأوضح أهمية استمرار الحوار مع الدول المانحة لضمان مواصلة برامجها التنموية والإنسانية في المنطقة، مشيرا إلى نتائج جولته في دول الساحل وغرب أفريقيا في يوليو الماضي، وما خلصت إليه المائدة المستديرة المغلقة التي استضافتها مصر على هامش النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلم والتنمية المستدامين يومي 19 و20 أكتوبر، والتي ركزت على دعم جهود التنمية وبناء السلام في دول المنطقة.