انتشار فيروس جديد في المدارس .. أثارت بعض الحالات المرضية للأطفال بالمدارس حالة واسعة من الجدل مؤخراً، حيث ازداد الحديث والتوقعات بـ انتشار فيروس تنفسي جديد في مصر وينتشر بشكل خاص بين الأطفال في المدارس، حيث تشكو الأمهات من تعب مفاجئ لأطفالهن خلال الأسابيع الأخيرة وتكررت الشكاوى بشكل واسع إلى أن أصبح الأمر تكهنات بوجود فيروس جديد منتشر غير معلن.
وبين فيروس جديد أو الأنفلونزا الموسمية، كثرت الأقاويل ، حتى حسمت وزارة الصحة المصرية الجدل الثائر حول الفيروس الجديد، وما إذا كان بالفعل هناك فيروس تنفيب منتشر في مصر أم أن الأمر برمته يعود لطبيعة الفترة التي نمر بها قبل بدء فصل الشتاء وانتشار الأنفلونزا الموسمية ككل عام.
الصحة تنفي وجود فيروس جديد
أكد الدكتور حسام عبد الغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، بشكل قاطع أنه لا يوجد أي انتشار غير معتاد أو فيروس جديد يدعو للقلق، مؤكداً أن وزارة الصحة والسكان تتابع بشكل لحظي الوضع الوبائي للأمراض المعدية محلياً وعالمياً، ويتم الإعلان عن أي تطورات جديدة بكل شفافية.

ما سبب الدور المنتشر؟
متحدث وزارة الصحة أرجع سبب الدور المنتشر مؤخراً إلى الأنفلونوزا الموسمية وليس وجود فيروس جديد، مؤكداً أن شعور الناس بأن الأنفلونزا هذا العام مختلفة ومستمرة لفترة أطول وصعب جدًا هو شعور حقيقي.
ولفت إلى أن آخر موسم طبيعي للأنفلونزا كان في عام 2019، ثم بدأت جائحة كورونا في نوفمبر 2019، وفي عامي 2020 و2021 انخفضت معدلات الإصابة بالإنفلونزا بنسبة 99%، وكان غالبية المصابين بالفيروسات التنفسية يثبت إصابتهم بكورونا.
وبعد انتشار فيروس كورونا، تسبب في ضعف مناعة الجميع تجاه الفيروسات الأخرى، مؤكداً أن هناك شريحة كبيرة من المواطنين لم يحصلوا على تطعيمات الأنفلونزا، وحالياً عاود موسم انتشار الأنفلونزا بقوة نتيجة ضعف المناعة .
أنفلونزا موسمية شديدة
وقال الدكتور حسام عبد الغفار متحدث وزارة الصحة المصرية، إن دور البرد المنتشر حاليا هو إنفلونزا موسمية من الفئة "A"، وهي تعد أشد أنواع الإنفلونزا شيوعا خلال موسم الشتاء، موضحا أنها جاءت هذا العام بحدة أعلى مقارنة بالأعوام السابقة.
وطمأن الدكتور حسام المواطنين بعدم وجود فيروس جديد ، لكن عادت الإنفلونزا الحقيقية بقوة بعد غيابها ثلاث سنوات، وهي أصلا من أشد الفيروسات التنفسية.

سبب مرض الأطفال
وأوضحت وزارة الصحة سبب مرض الأطفال مؤخراً بعد شائعة انتشار فيروس جديد، حيث أوضحت في بيان رسمي أنه يصاب كثير من الأطفال بأكثر من فيروس واحد في الموسم نفسه الإنفلونزا ثم RSV ثم فيروس آخر) فيبدو المرض مستمرًا لأسابيع طويلة.
الوضع الوبائي في مصر مستقر
كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية، لشؤون الصحة والوقاية، آخر تطورات الوضع الوبائي في مصر بعد جدل الفيروسات الجديدة.
وقال الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الصحة والوقاية، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد سالم، مقدم برنامج كلمة أخيرة، إن الوضع الوبائي في مصر مستقر ولا يوجد أي أنواع جديدة من الفيروسات أو الأوبئة حتى اللحظة.
وأشار إلى أن زيادة معدلات الإصابة بنزلات البرد في الوقت الحالي تعود إلى تغير الفصول والتقلبات الجوية بين الحرارة والبرودة، بالإضافة إلى التجمعات في المدارس والجامعات، مؤكداً أن المريض لا يمكنه تحديد نوع الفيروس بدقة إلا من خلال الفحوصات المعملية.

4 فيروسات منتشرة حالياً
من ناحية أخرى ، قال الدكتور أمجد الحداد، رئيس قسم الحساسية والمناعة بهيئة المصل واللقاح، إن موجة الأمراض التنفسية الحالية ليست ناتجة عن فيروس جديد أو متحور لكورونا، مشيرا إلى أنها «الوضع الطبيعي والمعتاد» لهذا التوقيت من العام، والذي يشهد نشاط «كوكتيل» من أربعة فيروسات معروفة.
وأوضح خلال تصريحات تلفزيونية عبر فضائية «الشمس» أن ما يشهده المجتمع اليوم هو انتشار متزامن لفيروسات الإنفلونزا، وتعد «الأكثر شيوعا وشراسة»، بالإضافة وكورونا بمتحوراته السابقة، إلى جانب الفيروس الغدي «البرد»، والفيروس المخلوي التنفسي، مشددا: «ليس لدينا فيروسات جديدة، والزيادة الحالية طبيعية».
فيروسات متتالية تصيب الأطفال
وأضاف أن حالة الهلع لدى البعض تنبع من «السعال» الذي يعقب جميع هذه الأدوار، مشيرا إلى إمكانية أن يتعافى الطفل ثم يبدأ في دور جديد بعد يومين.
ونوه أن العدوى الجديدة تختلف عن سابقتها، فقد يصاب بنزلة برد ثم يعقبها إنفلونزا، أو فيروس مخلوي، أو كورونا؛ ولكن البعض يعتقد خطأ أن الأعراض المتلاحقة هي امتداد لدور واحد، بينما هي في الحقيقة فيروسات مختلفة، أو قد تكون مجرد مضاعفات مثل السعال المستمر لدور كالبرد أو الإنفلونزا.
ولفت إلى انتشار الفيروسات التنفسية بين جميع الفئات العمرية، منوها إلى ظهورها بشكل أكبر بين الأطفال؛ نظرًا للتجمعات في المدارس والحضانات التي تسهل انتقال العدوى.
لقاح الأنفلونزا يحميك من الفيروسات المنتشرة
وأوضح أن تركيز الاهتمام على فيروس كورونا خلال السنوات الماضية، أدى إلى تراجع الإقبال على تلقي لقاح الإنفلونزا، مشيرا إلى أن العزوف عن التطعيم لسنوات أضعف المناعة المجتمعية ضد الفيروس؛ و «أصبحت أجسامنا تفتقر للأجسام المضادة اللازمة لمواجهة الإنفلونزا، كما سهل تحور الفيروس وجعله هذا العام أكثر قوة وشراسة، في ظل غياب المناعة ضده».



