قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
عاجل
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

«اتعذبت في علاجي وجالي فيروس في المخ».. محمد صبحي يفتح قلبه ويكشف كواليس مرضه ويشن هجوما شرسا على الدراما

محمد صبحي
محمد صبحي

"فيروس في المخ والعلاج عذبني".. بهذه الكلمات وصف الفنان محمد صبحي تفاصيل أزمته الصحية الاخيرة التي تعرض لها، وذلك في حواره مع الإعلامية لميس الحديدي في برنامج " الصورة " المذاع على قناة " النهار ".

فيروس في المخ 


كشف الفنان محمد صبحي عن تطورات حالته الصحية بعد الوعكة التي ألمت به، قائلاً: حصلت لي الوعكة منذ شهر وتكررت بعد أسبوعين جراء " سترس " ، وهو شيء يصيب المخ ويسبب حالة تشبه " البلاك أوت "  إغماء مؤقت ، وبعدها أعود للوعي لكنني لا أتذكر ما حدث قبلها.

وتابع : الأطباء شخصوا الحالة بأنها فيروس في المخ يعيش داخله أربعة عشر يومًا، وفي حال تلقي الرعاية الصحية الكاملة لا يعود مجددًا، وتعذبت في العلاج، وكان علاجًا قاسيًا، ومكثت اثني عشر إلى ثلاثة عشر يومًا في المستشفى.


وعن تكرار الوعكة مرتين وأسبابها  قال: في المرة الأولى لم أكمل العلاج لأنني لم أسمع كلام الأطباء. مكثت يومين في الأسبوع الأول وثلاثة في الأسبوع الثاني، فتكررت الإصابة مؤخرًا، وهو ما جعلني أستسلم مؤخرا  لتعليمات الأطباء. في المرة الأولى خرجت ولم أكمل العلاج لارتباطي بظروف عمل."


أردف : "  ليست غيبوبة  لاني بفوق بكلم الي قدامي عادي لكن لاأستذكر ماحدث  قبل  الاغماء المؤقت.

الموت نعمة من الله 

قال الفنان محمد صبحي إن الموت في حد ذاته نعمة منحها الله للإنسان لأنه لا أحد سوف يعيش للأبد، مضيفا:"  في الوعكة الأخيرة ربنا كرمني أن أستشعر حب الجمهور وصدقته، لأن حب الجمهور شيء كبير. ممكن أي فنان يبقى عارف أن له جمهور، ولكن أن يستشعر حبهم ويلمس احترامهم له، لأني قدمت للجمهور المصري والعربي ما يحترم عقولهم".


وردًا على سؤال الحديدي: هل بعد كل هذه السنوات لم يشعر الفنان الكبير محمد صبحي بحب الجمهور إلا في الوعكة الأخيرة؟ ليرد قائلاً: "فيه فرق بين أن جمهور يحترم فنان فقط أو يحبه فقط، وبين أن يجمع ما بين حب واحترام الجمهور".


وتابع: "كنت  أستشعر  وأنا شغال، ولكن لم أكن أتخيل حب الجماهير واحترامهم عبر الرسائل المتدفقة".

طفلة أبكتني في المستشفى 


وعن الطفلة التي أبكته عندما كان في المستشفى، روى الواقعة قائلاً: "فيه طفلة أبكتني في المستشفى عندما قالت لي: جدو ونيس؟ فسألت والديها كيف عرفت، فقالا لي: لما بيكون عندنا مشكلة بنوريها الحلقة من مسلسل "ونيس" اللي فيه حل للمشكلة".


وأضاف: "أي فنان يقدم عملًا يتمنى أن ينجح، لكن أنا أختلف؛ إن لم أقدم عملًا يؤثر في مجتمعي بالإيجاب وليس بالسلب. على سبيل المثال: سنبل عندما قدمت رحلة المليون كانت رسالتها هادفة، بمثابة دعوة للشباب للخروج خارج المدن. هاجمت وزارة الزراعة حينها لأنها في ذلك الوقت لم تكن تسمح لشاب بتملك الأرض في الصحراء".


وكشف  أنه كان قد دفع نصف مليون جنيه كعربون من أجل بناء أكبر أوبرا في ميدان سفنكس، وقام بوضع دراسة جدوى بأن تلك الأوبرا ستغطي تكاليفها في خلال 3 سنوات ولكنه تراجع عن الفكرة.


واصل  : " دموعي نزلت بعد ما قدمت العربون، قلت لنفسي، هو أنا إيه اللي بعمله ده، بقى أنا عملت مسلسل كعمل فني وهو استصلاح الصحراء، فالشباب يؤمنوا بيه وأنا كفنان اللي قدمت الرسالة اروح اعمل مسرح في سفنكس.


الموت تجربة والمرض يدفع للطموح 

أجاب الفنان محمد صبحي على سؤال الاعلامية لميس الحديدي : ما الذي تعلمه الأستاذ الكبير محمد صبحي من تجربة المرض؟ هل تترك التجربة في النفس أثرًا ما أو ألمًا ما أو خوفًا ما؟ ليرد: من وأنا طفل كان أحد طموحاتي هو الموت، ولا أقصد أني عاوز أموت لأني زهقت من الدنيا، لكن على سبيل التجربة.

وعلقت الحديدي: الموت تجربة يا أستاذ؟فيرد خلال لقائه ببرنامج "الصورة" الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة النهار: نعم، الموت تجربة، لأنه لم يعد إلينا أحد من العالم الآخر ليخبرنا ماذا يحدث بعد الموت.


واصل: من وأنا عندي اثنتا عشرة سنة كنت أقول: مين قال إني مت لو مت؟ بالعكس، أعتبر أن العالم هو من مات حولي وليس أنا.لتسأله الحديدي ممازحة: ده إنت فيلسوف من وإنت صغير؟ليجيب: ليست فلسفة، لكني كنت طفلًا أفكر وأقرر أمورًا لا أفهمها، أكبر من سني، وأُبيّن وقتها أني أفهمها حتى وصلت لسن أقرأ وأفهم فيه.


أردف: بالنسبة للمرض في حد ذاته، فالمرض تجربة تدفع للطموح، ليس لكي نعيش فقط، بل لكي نلحق ونفعل ما نريد فعله.


وعقبت الحديدي: وما الذي يريد الفنان محمد صبحي أن يقوم به؟فيرد: سأجيب نفس الإجابة التي قلتها للإعلامي الراحل مفيد فوزي حين سألني. أقول: رحلة حياتي بروفة، وعاوز أعرض بقى. كل اللي عشته بروفة، لأني مؤمن أن كل اللي عملته كان العادي.
واصل: أنا عشت سبعة عقود متواصلة بكل اختلافاتهم السياسية والأيديولوجية وتفاصيلها. دكتور قال لي يومًا: أنت عشت سبعة عقود، لكن لديك في رأسك "هارد ديسك" بتطلع منه ملفات، وده هيعمل لك مشكلة لأنك بتسرح في الملفات لحد ما تروح. وقلت له: أنا بعمل كده بقالي سبعة عقود، بطلع من دماغي صورًا بصرية وسمعية وفكرية وسلوكية وأخلاقية، وعاوز ألاقي صورة منهم الآن لا أجدها. وهذه هي مشكلة "النوستالجيا "التي أعيشها. ومخي يقدم أكثر مما يعد الكمبيوتر والإنترنت لإخراج المعلومات.

حريق المسرح والمنزل 


كشف الفنان محمد صبحي عن أزمات تعرض لها قبل الوعكة الصحية الأخيرة، قائلا:" لو مافيا العالم كله كانت خططت لتلك الأزمات لما كانت ستستطيع أن تأتي بهذا الترتيب والتعاقب".

وتابع : في أول مرة أصابني الفيروس مكثت في المستشفى ثلاثة أيام وخرجت بعدها للمنزل لتلقي الراحة الكافية، وقررت أن أستريح في المنزل أسبوعاً. قعدت يومين فقط، وتلقيت اتصالاً من المسرح قالوا لي: المسرح بيولع. ورغم توصية الأطباء بالراحة وعدم التعرض للضغوط، تلقيت الاتصال وحاولت أن أكون هادئاً.


وأردف: صعوبة الحريق في المسرح أنه طال قاعة التشغيل الرئيسية، وهي كارثة، لأنها تحتوي على أفضل الأجهزة والتقنيات، وحتى تعود الأمور لما كانت عليه تحتاج تكلفة ما بين تسعة إلى عشرة ملايين جنيه.


وواصل: قلت قدر الله ما شاء فعل. وكان الحادث بسبب ماس كهربائي، لكن المضحك أنه عقب ذلك بيومين سمعت صراخاً في الفيلا: الحق يا بابا، في حريق في البيت. وتعجبت من فترة الارتباط الزمنية، وقلت لنفسي أخيراً: أكيد إحنا وصلنا كابلات غلط واتربطت المسرح مع مدينة سنبل.


ورداً على سؤال الحديدي: أليس غريباً التزامن بينهما؟ ليرد قائلاً: أنا في هذا السن وهذا العصر لا يوجد بالنسبة لي شيء غريب، بل العكس، الغريب ألا يحدث شيء. وأعتبر ذلك تحت عبارة قدر الله ما شاء فعل، لكن أضيف عليها: علينا الحذر.
واختتم قائلاً: الحمد لله نجونا من الحريقين، وتمكنت من إعادة المسرح والفيلا كما كانتا.

بكاء محمد صبحي 

بكى الفنان محمد صبحي، أثناء حواره مع الإعلامية لميس الحديدي، قائلا:" من أنتج محمد صبحي هم عظماء مصر، لأني لقيت اللي يربيني فنيًا ويقول لي عيب. وسألته مجددًا: من قال لك يومًا عيب؟ ليجيب: فؤاد المهندس قال لي ذلك لأني قلت جملة تحمل معنيين، فقال لي: عيب يا صبحي. وكذلك سعد أردش.


وقال الفنان محمد صبحي إنه بدأ مرحلة الوعي في حقبة الستينات، وهي مرحلة بداية الوعي كونه مولودًا في عام 1948، لافتًا إلى أنه في تلك الحقبة تربى وأشبع ثقافته على يد العظام مثل زكي نجيب محمود، ولطفي السيد، وطلعت حرب، واستمع إلى الشرقاوي، عندما كانت المسرحيات الشعرية لصلاح عبد الصبور وسعد أردش ونبيل الألفي ونعمان عاشور ولطفي الخولي، وعلي الراعي شيخ النقاد، وأمال بكير، ومحمد بركات، ومحمد تبارك، وسناء البيسي، وسناء فتح الله، والكاتب الكبير أنيس منصور.


وتابع: كنت أرتعش في المسرح عندما يقال لي علي الراعي شيخ النقاد وهو جالس في الصالة، وكنت أحرص على تقديم العرض على أكمل وجه خشية منه.


وانتقد صبحي تناول المرأة في السينما والدراما الآن، وتساءل قائلاً : " : من علم طه حسين؟ امرأة أمية لا تقرأ ولا تكتب. وكذلك محمود مختار النحات العظيم، والعقاد، وغيرهم. والآن نُخرج المرأة في الدراما في شخصيات شاذة سلوكيًا. وأنا مستعد أطلع ملفات لأكثر من ثمانين امرأة من صعيد مصر وحتى البحر الأبيض المتوسط يتعمل عليهم ثلاثمائة ألف مسلسل لتكريمهم.

انتقاد لاذع للدراما 


انتقد الفنان محمد صبحي،  الأوضاع الفنية في سوق الدراما والسينما في الوقت الراهن قائلا:" وصلنا لزمن قليل فيه من يقول عيب، وسوف نصل لزمن لن نجد فيه من سيقول لنا عيب؛ لأن الجميع سيفعل العيب. متسائلاً :  ماذا تعني  كلمة تريند؟ وماذا كسبنا منه؟"


وانتقد أوضاع الدراما حاليًا قائلاً : : اللي بيقول ألفاظ ما ينفعش تتقال في غرفة مغلقة يعمل الآن في خمسة وستة أعمال درامية. مش نتحاسب بقى؟ وفي المقابل هناك فنانين عظام ومبدعين   قاعدين في بيوتهم  "


واصل : " الحساب مافيهوش حاجة  وفيه  من يطلق عليهم فنانات عملوا مقاطع " تيك توك " وعملت مقاطع وألفاظ منحطة كتبت عقود سبع مسلسلات "

الضحك رسالة فنية 


أجاب الفنان محمد صبحي، على سؤال الإعلامية لميس الحديدي:" هل مسرحك مسرح مباشر؟ والبعض يرى أن هذه النوعية من المسارح انتهى زمنها، وأعني المسرح الذي يتحدث عن القيم والمبادئ والوطن؟.

فقال: الناس اتغيرت شوية، وبعض الناس باظوا شوية بسبب التيك توك وغيره. مثلاً: لما أعمل مسلسل عن التربية وكيف تنضبط أخلاق الأسرة، هل المفروض أعمل رموز علشان أبقى عبقري؟ لا، لازم أكون مباشر.


وسألته الحديدي: هل لازم مسرح محمد صبحي يبقى فيه رسالة؟ البعض يقول إن المسرح للتسلية.؟ فيرد قائلاً: أه، حتى الضحك في حد ذاته رسالة. مثلاً الفنان العظيم سمير غانم كان بيطلع يقول: أنا مش بتاع رسائل، أنا بطلع المسرح أضحك الناس. وكنت بحبه علشان كده، وهذا في حد ذاته رسالة. وكان بيقول لي: أنت أستاذ في الرسائل، لكن أنا كسمير غانم مش بتاع رسائل، أنا بضحك.


وأردف: رسائل المسرح أو الدراما   أو أي عمل أقدمه  ليست مدرسة، لكنها منهج بالنسبة لي. وأول جملة وأنا بكتب عمل في الورقة أقول: بسم الله الرحمن الرحيم، أنا عاوز أقول إيه؟ .


واصل : " أنا بقدم رسائل بس ممكن أجلها إن كان  ذلك ضد مصلحة ببلدي في بعض المواقف   لاني بداخلي رقابة شخصية ألعلن ,اقوى من رقابة الدولة.