كشفت أحدث الاختبارات التي أجرتها منظمة Green NCAP عن تأثير موجات البرد على السيارات الكهربائية، مسلطة الضوء على مدى تقلب أدائها في الظروف الشتوية.
التحدي الأكبر الذي يواجه هذه الفئة يكمن في تراجع قدرة البطاريات على الاحتفاظ بالطاقة، وهو ما يجعل الاعتماد على السيارات الكهربائية في الشتاء أكثر تعقيدًا مقارنة بالسيارات التقليدية العاملة بالبنزين.
وبحسب التقرير، الذي نشرته مجلة أوتو جاتسيته الألمانية، سلط الضوء على الفجوة بين الأداء المتوقع للسيارات الكهربائية في الطقس المعتدل والأداء الفعلي في البرد القارس.
اختبارات مقارنة بين السيارات الكهربائية والبنزين
عملت التجارب على متنوعة من السيارات التي اختلفت بين الكهربائية ومحركات البنزين، والهدف كان تقييم الأداء في ظروف القيادة الواقعية، بما في ذلك التأثير على مدى السير، وكفاءة استهلاك الطاقة، وفعالية أنظمة التدفئة والتكييف، لإظهار الفرق بين الفئتين بشكل واضح.
البرودة وتراجع المدى الكهربائي
أظهرت النتائج أن السيارات الكهربائية تتأثر بشكل ملحوظ بالطقس البارد. فعلى سبيل المثال إحدى طرازات الكهربائية ذات البطارية بسعة 82.5 كيلووات/ساعة سجلت مدى قيادة يصل إلى 400 كيلومتر في الطقس المعتدل، لكنه انخفض إلى نحو 337 كيلومترًا مع انخفاض درجات الحرارة، أي بانخفاض يقارب 16%.
في المقابل، أظهرت السيارات التي تعمل بالبنزين استقرارًا نسبيًا في الأداء الشتوي، مع زيادة طفيفة في استهلاك الوقود فقط، فقد ارتفع استهلاك احدى السيارات الشهيرة التي جرى عليها الاختبار من 6.8 إلى 8.1 لتر لكل 100 كيلومتر، بينما سجلت سيارة اخرى زيادة من 7.1 إلى 8.0 لتر لكل 100 كيلومتر، وهو تأثير محدود مقارنة بالانخفاض الكبير في مدى السيارات الكهربائية.
الكفاءة البيئية مقابل القدرة التشغيلية
على الرغم من الاستقرار في الأداء، إلا أن محركات البنزين سجلت تقييمات منخفضة في الاستدامة البيئية، حيث حصل الطرازات المشاركة على نجمتين ونصف فقط، فيما تقل نسبة الاستدامة عن 50%، بالمقابل، السيارات الكهربائية حققت نسب استدامة أعلى، لكنها تواجه تراجعًا في المدى والفعالية عند درجات الحرارة المنخفضة، مما يبرز الحاجة لمزيد من الابتكار في البطاريات وأنظمة التدفئة.
اتجاهات مستقبلية للسيارات الكهربائية
مع استمرار التطور التكنولوجي، من المتوقع أن تتبنى الشركات المصنعة حلولًا مبتكرة لتحسين أداء البطاريات، بما في ذلك نظم التسخين المسبق للبطارية والشحن الأسرع في الطقس البارد، وستزيد هذه الخطوات من القدرة التشغيلية للسيارات الكهربائية وتقلل الفجوة بينها وبين السيارات التقليدية، ما قد يجعلها خيارًا أكثر ملاءمة للاستخدام اليومي في فصل الشتاء.



