سيدة ثلاثينية كانت سنوات الغربة أقل حدة عليها من العيش بين أهلها، تأخر الإنجاب كان السكين الذي غرزه في قلبها كل قريب منها خلال إقامتها في الزقازيق بمحافظة الشرقية، حتى قررت التغلب على الحزن واليأس المسيطر عليها بتدشين مشروع أعمال يدوية في منزلها، تعتبره ابنها الذي تحرص أن يكبر يوميا حتى يكون لها اسما لا يُنسى.
ترويولاء يوسف (38 عاما) قصتها لـ «صدى البلد» والتي تعتبر أن الصحة والحال المستقر هما ثروتها في الحياة، برغم ما واجهته من مواقف صعبة، كان أبرزها زواجها منذ 15 عاما ولم ترزق حتى الآن بأبناء، كانت الحياة في السنوات العشر الأولى من الزواج مستقرة، عمل زوجها يوسف في السعودية وعلى مدار السنوات العشر الأولى كانت تسافر دائما له.
"الغربة كانت أحسن أيام عمري" كما قالت ولاءحاصلة على دبلوم صنايع،لـ «صدى البلد»، هناك لم تشعر بالوحدة أو الغربة، الحب هو السمة السائدة بينها وزوجها دون وجود ما يثير قضية تأخر الإنجاب، وتقول: "كان عندنا حرية أكتر، زوجي ساب السفر ونزل استقر في مصر من 5 سنوات".
تبدل الحال بعد قدومها إلى مصر، أصعب أيام هي التي عاشتها هنا، شعرت فيها بالوحدة والحرمان خاصة في نظرة أهلها وجيرانها ومعاملة المقربين منها، خاصة أول عامين ساد فيهما شعور الوحدة والتفكير والاكتئاب، كنت بلا هدف تحيا من أجله، "أنا الحمد لله راضيه باللي ربنا كتبه ليا بس فعلا الحياة وحشة جدا بدون أطفال هما فعلا الحياة".
سرعان ما حاولت السيطرة على الحزن، وخلال استخدامها للإنترنت خطرت لها فكرة تدشين مشروع، وهو تفصيل ملايات وستائر، وذلك بسبب موهبتها من صغرها في الخياطة، وتقول: "عندي ماكينة وكنت بظبط الملابس ليا ولأهلي"، حتى أنها قامت بتفصيل الستائر الخاصة بها عند الزواج.
وبعد متابعة أشكال الملاءات والستائر، قررت بدء المشروع من المنزل بمحافظة الشرقية، وبعد عرض الفكرة على زوجها اعترض قائلا: "هيقولوا مشغل مراته وهما معندهمش عيال ولا محتاجين"، لتدافع عن الفكرة بأنه ليس من حق المقربين الحكم عليهم و"دفنهم بالحيا"، خاصة انه عند التنزه او شراء مقتنيات جديدة، تقابلها ولاء بجملة "هتجيبو لمين ده انتوا اتنين لوحدكم !".
كان هذا الأمر دافعا لها للدفاع عن فكرته والإصرار على تنفيذها، ثم رضخ لها زوجها ووافق على التنفيذ، وبدأت في العمل بالقماش من الزقازيق ثم اتجهت لشراء خامات من القاهرة لتكون أرخص ثمنا وجودة أعلى، وتقول:"سافرت القاهرة بالقطر لوحدي عشان اشتري القماش وطبعا بيبقى مشوار صعب ومجهد جدا وبشيل الشغل على راسي وفي ايدي".
وبعد توافر شركات شحن، أصبح العمل أقل صعوبة، واستمرت على النجاح في مشروعها لمدة 3 سنوات متتالية في كل المفروشات المنزلية، وتقول: "مشروعي هو ابني اللي بربيه علشان لما اكبر يبقى ليا اسم ميتنسيش".